فَوَقَعت الْوَاو طَرَفاً وَقبلهَا كسرة فقلبوها يَاء كَمَا قَالُوا غازِي وَهُوَ من غزوت وَأَصله غازِوٌ وَذكر السكائي: أَنه سمع من الأَسْدِ أَبُو بعضِ عبد الْقَيْس واحِدَ عَشَرَ يَا هَذَا وَقَالَ بعض النَّحْوِيين وَهُوَ الْفراء حادِي عَشَرَ من قَوْلك يَحْدُو أَي يَسُوقُ كأَنَّ الواحدَ الزائدَ يَسُوق العَشَرَة وَهُوَ مَعهَا وَأنْشد:
(أَنْعَتُ عَشْراً والظَّلِيمُ حَادِي ... كأَنَّهُنَّ بِأَعَالِي الوَادي)
(يَرْفُلْنَ فِي مَلَاحِفَ جِيَادِ ... )
وَفِي ثالثَ عَشَر وبابِها ثلاثةُ أوجه فَإِن جئتَ بهَا على التَّمام على مَا ذكره سِيبَوَيْهٍ فَقلت ثالثَ عَشَر ثلاثةَ عَشَرَ فتحتَ الأوَّلين والآخرين لَا يجوز غير ذَلِك وَإِن حذفتَ فقلتَ ثالثَ ثلاثةَ عَشَر أَعْربتَ ثَالِثا بِوُجُوه الْإِعْرَاب وَفتحت الآخرين فقلتَ هَذَا ثالِثُ ثلاثةَ عَشَرَ ورأيتُ ثالثَ ثلاثةَ عَشَرَ ومررتُ بثالثِ ثلاثةَ عَشَر لَا يجوز غير ذَلِك عِنْد النَّحْوِيين كُلِّهم وَإِن حذفتِ مَا بَين ثالثَ وعَشَرَ الْأَخير فَالَّذِي ذكره سِيبَوَيْهٍ فتحهما جَمِيعًا وَذكر الْكُوفِيُّونَ أَنه يجوز أَن يُجْرى ثالثٌ بِوُجُوه الْإِعْرَاب وَيجوز أَن يُفْتَح فَمن أجراهُ بوجُوه الإعرابِ أَرَادَ هَذَا ثالِثُ ثلاثَة عَشَرَ ومررت بثالثِ ثلاثةَ عَشَرَ ثمَّ حَذَفَ ثَلَاثَةً تَخْفِيفًا وبَقَّى ثَالِثا على حكمه وَمن بنى ثَالِثا مَعَ عشر أَقَامَهُ مُقَامَ ثلاثةٍ حِين حَذَفَهَا وَهَذَا قَول قريب لم يُنكره أَصْحَابنَا وَقَالَ الْكسَائي: سَمِعت الْعَرَب تَقول هَذَا ثَالِثُ عَشَرَ وثالثَ عَشَرَ فَرفعُوا ونصبوا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَتقول هَذَا حادي أَحَدَ عَشَر إِذا كُنّ عشر نِسْوَةٍ مَعَهُنَّ رجل لِأَن الْمُذكر يغلب الْمُؤَنَّث ومثلُ ذَلِك قَوْلك خامِسُ خَمْسَةٍ إِذا كنَّ أَربع نسْوَة فِيهِنَّ رجل كَأَنَّك قلتَ هُوَ تَمامُ خمسةٍ وَتقول هُوَ خامسُ أَربع إِذا أردتَ أَنه صَيَّرَ أربَعَ نِسْوَةٍ خمْسا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما بَضْعَةَ عَشَر فبمنزلة تسعةَ عَشَر فِي كل شَيْء وبِضْعَ عَشِرَة َ كتِسْعَ عَشِرَة فِي كل شَيْء قَالَ الْفَارِسِي: بضعَة بِالْهَاءِ عددٌ مُبْهَم من ثَلَاثَة إِلَى تِسْعَة من الْمُذكر وبَضْعٌ بِغَيْر الْهَاء عدد مُبْهَم من ثَلَاث إِلَى تسع من الْمُؤَنَّث وَهِي تُجْرَى مفردةٌ وَمَعَ الْعشْرَة مَجْرَى الثَّلَاثَة إِلَى التِّسْعَة فِي الْإِعْرَاب وَالْبناء تَقول هَؤُلَاءِ بِضْعَةُ رجال وبَضْعُ نِسْوَةٍ قَالَ الله تَعَالَى: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بَضْعِ سِنِينَ} [الرّوم: ٣] وَفِيمَا زَاد على الْعشْرَة: هَؤُلَاءِ بضعَة عَشَر رجلا ويضعَ عَشْرَةَ امرأةٌ وَهِي مُشْتَقَّة وَالله أعلم من بَضَعْتُ الشَّيْء إِذا قَطَعْته كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ من العَدَدِ وَقد كَانَ حَقه أَن يذكر فِي الْبَاب الأول لِأَن هَذَا البابَ إِنَّمَا ذُكَر فِيهِ العَددُ المتممُ نَحْو ثالثُ ثلاثةٍ ورابعُ أربعةٍ وَلكنه ذَكَرها هُنَا لِتَرَى أَنه لَيْسَ بِمَنْزِلَة ثالثَ عَشَرَ أَو ثالثةَ عَشْرَةُ فاعلمه وَمن قَول الْكسَائي: هَذَا الْجُزْء العاشِرُ عشْرِين وَمن قَول سِيبَوَيْهٍ وَالْفراء: هَذَا الجزءُ العِشْرُون وَهَذِه الورَقَةُ العشرونَ على معنى تمامِ الْعشْرين فَتَحْذِفُ التمامَ وتُقيم الْعشْرين مُقامَه وَكَذَلِكَ تَقول: هَذَا الجزءُ والواحدُ وَالْعشْرُونَ والأحَدُ وَالْعشْرُونَ وَهَذِه الورقةُ الإِحْدَى وَالْعشْرُونَ والواحدةُ وَالْعشْرُونَ وَكَذَلِكَ الثَّانِي وَالْعشْرُونَ والثانيةُ وَالْعشْرُونَ وَمَا بعده إِلَى قَوْلك التاسِعُ وَالتِّسْعُونَ وَتقول: هُوَ الأوّل وَالثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس وَقد قَالُوا الخامي قَالَ أَبُو عَليّ: وَهُوَ من شَاذ المحوّل كَقَوْلِهِم أَمْلَيْتُ فِي أَمْلَلْتُ وَلَا أَمْلَاهُ يُرِيدُونَ لَا أمَلُّه إِلَّا أَن هَذَا حُوِّلَ للتضعيف وخامسٌ لَيْسَ فه تَضْعِيف فَإِذا هُوَ من بَاب حَسَيْتُ وأَحَسْتُ فِي حَسَسْتُ وأَحْسَسْتُ وَقَالُوا سادِسٌ وسادٍ على حدِّ خامٍ وَأنْشد ابْن السّكيت:
(إِذا مَا عُدَّ أَربع " ٌ فِسَالٌ ... فزوجُكِ خامِسٌ وحَمُوكِ سادِي)
وَفِي هَذِه ثَلَاث لُغَات جَاءَ سَادِساً وساتًّا فَمن قَالَ سادساً أخرجه على الأَصْل وَمن قَالَ ساتًّا فعلى اللَّفْظ وَمن قَالَ سادِياً فعلى الْإِبْدَال والتحويل الَّذِي قدّمنا وَأنْشد ابْن السّكيت:
(بُوَيْزِلُ أَعْوَامٍ أذاعتْ بخمسةٍ ... وَتَجْعَلُنِي إِن لم يَقِ اللهُ سادِيا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute