عادةٌ وَلَا سُنَّةٌ يُقَال هَذَا من فِعْلِهِ بَدِيعٌ وبِدْعٌ وبِدَعٌ وَفِي التَّنْزِيل: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدَعاً من الرُّسُلِ} [الْأَحْقَاف: ٩] وَقَالُوا بِئْر بَدِيعٌ كَمَا قَالُوا بَدِئٌ (القُدُّوس) وَقد رويت القَدُّوسُ بِفَتْح الْقَاف وَجَاء فِي التَّفْسِير أَنه الْمُبَارك وَمن ذَلِك أَرض مُقَدَّسَةٌ مباركة وَقيل الطَّاهِر أَيْضا و (الذَّارئ) أَيْضا مَهْمُوز الَّذِي ذَرَأَ الخَلْقَ أَي خَلَقَهُمْ وَقد ذَرَأَهُمْ يَذْرَؤُهُمْ ذَرْأً قَالَ الْفَارِسِي: وَيجوز أَن يكون اشتقاق الذُّرِّيَّةِ مِنْهُ فَيكون وَزنه على هَذَا فُعُّولَة (الفاصِلُ) الَّذِي فَصَلَ بَين الْحق وَالْبَاطِل (الغَفُور) الَّذِي يغْفر الذُّنُوب وَتَأْويل الغفران فِي اللُّغَة التغطية على الشَّيْء وَمن ذَلِك المِغْفَرُ مَا غُطِّيَ بِهِ الرَّأْس وَقَالُوا اصْبُغْ ثوبَك فَإِنَّهُ أَغْفَرُ للطَّبَع أَي أسْتَرُ لَهُ وَقَالُوا الغِفَارَةُ للسَّحابة تكون فَوق السحابة لِسَتْرهِا إِيَّاهَا وَقَالُوا للخْرْقَة الَّتِي تَضَعُهَا الْمَرْأَة على رَأسهَا لِتَقِيَ بهَا الخِمارَ من الدُّهْنِ غِفَارَةٌ أَيْضا لذَلِك وَكَذَلِكَ الْخِرْقَة الَّتِي تكون على مَقْبِضِ الْقوس (المَجِيد) الْجَمِيل الفِعَالِ (الشَّهِيدُ) الَّذِي لَا يَغِيبُ (والرَّبُّ) مالِكُ كُلِّ شَيْء وَقيل الرب السيدُ وَقيل الرَّب المُدَبِّر قَالَ لُبَيدْ بن رَبِيعة:
(وأَهْلَكْنَ يَوْماً رَبَّ كِنْدَةَ وابْنَهُ ... ورَبَّ مَعَدٍّ بَيْنَ خَبْتٍ وعَرْعَرِ)
يَعْنِي سيد كِنْدَة وَيُقَال رَبُّ الدَّار وربُّ الْفرس أَي مَالك وَقَالَ عَلْقَمَة:
(وكنتَ امْرَأٌ أفْضَتْ إِلَيْك رِبَابَتِي ... وَقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ)
رُبُوبٌ جمع رَبِّ أَي المُلوكُ الَّذين كَانُوا قَبْلَكَ ضَيَّعُوا أَمْرِي وَقد صَارَت الآنَ رَبَابَتِي إِلَيْك أَي تَدْبِير أَمْرِي وإصلاحُه فَهَذَا رَبُّ بِمَعْنى مَالك كَأَنَّهُ قَالَ الَّذين كَانُوا يملكُونَ أَمْرِي قبلك ضيعوه ويروى عَن بعض الفصحاء لأَنْ يَرُبَّنِي رجلٌ من قُرَيْش أحبُّ إليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوْازِنَ أَي لأَن يَمْلِكَنِي واللهُ عز وَجل الرَّبُّ بِمَعْنى الممالِكِ السيِّد وَقَالَ عز وَجل: {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} [يُوسُف: ٤١] أَي سَيّده وَأَصله فِي الِاشْتِقَاق من التَّرْبِيَةِ وَهِي التَّنْشِئَةِ يُقَال رَبِّيْتُهُ ورَبَّيْتُهُ بِمَعْنى وَقيل للْمَالِك رَبٌّ لِأَنَّهُ يملك تَنْشِئَةَ المَرْبُوبُ يُقَال للحاضنة الرَّبِيبةُ والرَّبِيبُ ابنُ امْرَأَة الرجل وَأنْشد أَبُو عبيد لِمَعْنِ بن أوْسِ المُزَنِي يَذْكُرُ امرأتَه وَيذكر أَرضًا كَانَت بهَا فَقَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute