للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(وقرَّبوا كلَّ جُمَالِيِّ عَضِهْ ... قَرِيبة نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِه)

_ قَالَ اراد كل جُمَالِيَّة لَان الجَمَل لَا يُقَال فِيهِ جُمَالِيِّ وَإِنَّمَا قَالُوا فِي النقاة جُمَاليِةَّ على حد النّسَب إِلَى الجَمَل فِي الكِدْنَة وَالصَّبْر وَلكنه ذَكَّر حَمْلاً على كل وحَمَلَ سَائِر الْبَيْت على هَذَا وَقيل انما هُوَ على عكس النِّسْبَة فتَفَهَّمْهُ أَبُو عبيد نَدَتِ الابلُ أنْفُسُها نَدْوٌا قَالَ أَبُو عَليّ المُنَدَّي التَّنْدِية واأشد

(تُرَادُ على دِمْنِ الحِيَاضِ فَإِن تَعَفْ ... فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكُوب)

_ الِاسْم النُّدْوَة صَاحب الْعين عَفَقَت الإبلُ عنِ المَرْعَى إِلَى المَاء رجعتْ إِلَيْهِ وكل وارِدٍ صادِرٍ عافقٌ وَكَذَلِكَ كل مُخْتَلف وَهُوَ شِبْه الخُنُوس إِلَّا أَنه يرجع وَمِنْه قَول لُقْمَان فِي حَدِيث طَوِيل خُذِي مِنِّي أخي ذَا العَفاق صَفَّاقُ أَفَّاق يُعْمِل البَكْرَةَ والساق يصفه بالسير فِي آفاقِ الأَرْض رَاكِبًا وماشيًا على سَاقه وعَفَقَت الإبلُ تَعْفِقٌ عَفْقًا وعُفُوقًا أُرسلت فِي المرعى فمرَّت على وجوهها أَبُو عبيد إِذا وَرَدَتْ فَمَا امْتنع مِنْهَا من الشّرْب فَهُوَ قاصبٌ وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى وَقد قَصَبَ يَقْصِبُ قُصُوبًا وأقْصَبَ الرَّاعِي قَصَبَت إبلُه وَفِي الْمثل // (رَعَى قأَْقَصَب) // أَبُو زيد قَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِبُه قَصْبًا مَصَّهُ وبَعِير قَصِيبٌ يَقْصِبُ المَاء أَبُو عبيد فَإِذا رفعَتْ رَأسهَا عَن الْحَوْض وَلم تَشْرَب قيل بعير مُقَامِحٌ وَكَذَلِكَ النَّاقة بِغَيْر هَاء وَجمعه قِمَاحٌ وَأنْشد

(ونَحْنُ على جَوَانِتِهَا قُعُودٌ ... نَغْضُّ الطَّرْف كالإبِل القِمَاح)

_ يَعْنِي السَّفِينَة وَقد قَمَحَ يَقْمَحُ قُمُوحًا قطرب الِاسْم القُمَاح وشهرا الكانون يُقَال لَهما شهرا قُمَاح لِأَنَّهُ يكره فيهمَا شرب المَاء إِلَّا على ثُفْل وَقيل سُمِّيَا بذلك لِأَن الْإِبِل تُقَامِحُ عَن المَاء فَلَا تشربه صَاحب الْعين القامِحُ والمُقَامح الَّذِي اشتدّ عطشه حَتَّى فَتَر فتورًا شَدِيدا أَبُو عَليّ عَن ثَعْلَب قَمَرتِ الإبلُ رَوِيَتْ من المَاء أَبُو عبيد قَمَهَ يَقْمَهُ قُمُوهًا كَقَمَحَ صَاحب الْعين عاف البعيرُ المَاء سافَهُ وَهُوَ صافٍ وَلم يشرب وأعاف القومُ عافت إبلُهم الماءَ أَبُو عبيد فَإِن طافت على الْحَوْض وَلم تقدر على المَاء لِكَثْرَة الزحام فَذَلِك اللَّوْبٌ يُقَال تَرَكْتُهَا لِوَائب حول الْحَوْض ابْن السّكيت هُوَ اللَّوْب واللُّوب أَبُو عبيد والحُوَّم العِطَاش الَّتِي تَحُوم حول المَاء قَالَ فَإِن ازدَحمت فِي الورْدِ واعْتَرَكَتْ فَتلك الوَعْكَة وَقد أَوْعَكَتْ ابْن دُرَيْد الضَّيْزَنُ المُزَاحِم على الْحَوْض صَاحب الْعين الْبَكَّة والأَكَّة الزَّحْمَة أَكَّهُ يَؤُكَّهُ أَكًّا زَحَمَهُ ابْن السّكيت الْتَكَّ الوِرْد ازْدَحَمَ وضَرَبَ بعضُه بَعْضًا وَأنْشد

(مَا وَجَدُوا عِنْدَ الْكَاكِ الدَّوْسِ)

_ اللَّيْث اللَّكَاكُ الزِّحام غَيره تَهَقَّعُوا وِرْدًا جاؤا كلُّهم صَاحب الْعين جَاءَت الأبل إِلَى الْحَوْض مُسْتَهْرِعَة أَي مُسْتَعْجِلة غَيره وَرَدَتْ الإبلُ الكَرَع فَتَذَرَّعَتْهُ أَي خَبَطَتْهُ بأذْرُعِها ابْن دُرَيْد جَاءَت الْإِبِل إِلَى الْحَوْض مُتَمَصِّرَة ومُمَّصِرَةٌ أَي مُتَفَرِّقَة أَبُو زيد خِلْفَةُ الوِرْد أَن تورد إبلَكَ بالعشيّ بَعْدَمَا يذهب النَّاس يَسْقُون أَبُو عبيد فَإِن مُنِعَت الوِرْدَ فَتلك التَّحْلِئة وَقد حَلأَّتُها وعَمَّ بَعضهم بِهِ جميعَ الْمَاشِيَة وَقد قيل حَلأَّتُ القومَ تَحْلِيئًا وتَحْلِئَةً صَاحب الْعين ذَادَهَا ذَوْداً وزِيَادًا ورَدَعَها كَفَّها عَن الْحَوْض أَبُو عبيد المُصَرَّد الَّذِي يُسْقَى قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا سَارَتْ الْإِبِل بعد الوِرْدِ ليلةٌ أَو أَكثر قيل زَهَتْ تَزْهُو زَهْواً وزَهَوْتُهَا أَنا ابْن السّكيت فَإِذا تَبَاعَدَتْ عَن المَاء فقد كَشَحَتْ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ شَطَرَتْ وشطَنَتَ ْوقد يكون هَذَا فِي كل بُعْدٍ الْأَصْمَعِي أذاعَتِ الإبلُ بِمَا فِي الْحَوْض ذهبتْ وَكَذَلِكَ الناسُ وكل مَا ذَهَبْتَ بِهِ فقد أَذَعْتَ بِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>