الرأيين. ولعل رأي هو الجلي المعقول. هو تعاليم الإنجيل وسويدنبرج وملتون
وكان يدافع ويناضل قائلاً أن هناك قوة خارقة وعقلاً مدبراً. ومقصداً سامياً إلى خلق هذا العالم الحيواني المتسع. وإلى هذا التطور الذي تبعه من عهد خلقه. وذلكم المقصد هو ترقية الإنسان.
وكان يعتقد إمكان مناجاة الأرواح. ويحتج بأن تكاثر الأدلة والشواهد على حدوث هذه المناجاة كاف لإقناع المكذبين.
وكان يقول لمحاجيه وأخصامه المنكرين مذهب وجود قوة خارقة لقوى الطبيعة ما قاله كارليل إذا كنا لم نعلم بعد من فعل الطبيعة وأحوالها في هذا العالم الذي لا يكاد يكون جزءاً صغيراً من كوكب إلا العلم القليل. فمن يعلم ما وراء هذا الفعل من قوة أخرى يركن إليها ويسير بمشيئتها. ومن يعلم ما تدور حوله هذه الدائرة من دوائر لا تعد ولا تحصى؟ يجوز للسمكة أن تعلم كل حصاة. وكل ركن. وكل ضرب من الأسماك. ولكن هل تفهم هذه السمكة الصغيرة مدالاوقيانوس وجزرهز ولججه وتياراته المنتظمة والرياح التجارية. وأرواح المونسون وخسوف القمر. تلكم الأحوال التي بها تنتظم حال كل جزيرة في الأقيانوس الخضم. ومنها تتغير في كل حين وتنعكس. مثل تلكم السمكة الصغيرة هو الإنسان. ومثل هذه الجزيرة كوكبه الأرض ومستقره. وما أوقيانوسه إلا الكون الذي لا يقاس ولا يحد. وما رياحه وتياراته إلا أقدار العناية الآلهية الرهيبة من آباد الآباد
على أن العلم والدين لم يستنفدا كل ميوله. ولم يستبدا بكل معارفه. بل شغل في أعوامه الأخيرة بأرائه الاشتراكية وكأنما كان يكتبها وقد أبدى هذه الآراء في كثير من مقالاته نخص بالذكر الكتاب الأخير الذي وضعه في الوسط الاجتماعي والتقدم الأخلاقي وقد حمل فيه على الوسط الاجتماعي الحاضر. وأظهر في نقائضه وعيوبه. وأثبت فيه بالأدلة الجائزة أن أخلاق الإنسان وأحواله الملازمة له عقلية كانت أو نفسية أو أدبية. هي ملاصقة له من يوم مولده. وأنها نهرضة للتغير قابلة للتحول. ويختلف تغيرها في الأشخاص. ومن السهل تهذيبها بتأثير الرأي العام. ونفوذ التربية. بما أنها ليست وراثة فمن ثم لا ترتقى الأخلاق ولا تهذب الآداب. إلا إذا كان هناك قوة انتخابية أو مشتركة تساعد على رقيها. وقال إن التاريخ يدل على أن ازدياد الثروة ووفرة الخيرات لم يراع في تقسيمها العدل.