للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قطعة من كتاب رسائل الحب]

تأليف الكاتب الأديب عبد الرحمن شكري

(مقدمة)

إن العواطف لا الآراء هي القوة المحركة في الحياة ومن أجل ذلك ينبغي أن لا يكون أدب اللغة ألفاظاً ميتة بل ينبغي أن يكون كالكهرباء يسري في النفوس فيزيدها قوة.

إن أدب الأمة في دور قوتها يظهر لك صفات القوة التي في عواطف نفوس أفرادها ولكن أدب الأمة في دور ضعفها ميتة وتصنع فاتر ومن أجل ذلك كنا أحوج الناس إلى أدب يزيل عن نفوسنا ما يعلوها من صدأ الدهور ويقوي عواطفها.

هذا الذي دعاني إلى تأليف كتاب رسائل الحب وشرح عاطفته.

(رسائل الحب)

لقد رأيتك أمس أول رؤية فصرت أعتقد أن المعجز غير مستحيل الوجود لأني ما كنت أعتقد وجود مثل جمالك ولا مثل ما أحس به من الحب، لقد كان لي عينان فصار لي بعد رؤيتك ألف عين وكان لي قلب فصار لي ألف قلب وكان لي سمع فصار لي ألف سمع.

إن أسمع نبضات قلبي وكنت لا أكاد أحسها قبل رؤيتك وصرت أحس الدم يتدفق في عروقي وأسمع له خريراً وصرت أجد في الهواء الذي أنشقه حرارة الحب، آه أنت جميل مثل النجوم الزاهرة والأزهار الناظرة أنت جميل مثل ضوء القمر على صفحة الماء جميل مثل الفجر جميل مثل الشمس جميل مثل النسيم جميل مثل الغدير بل أنت أجمل من هذه الأشياء لأنك جمعت في شخصك جمال الشمس والقمر والماء والفجر والنهار فأنت عنوان جمال الطبيعة وآيتها الكبرى وما يدريك لعل هذه الكواكب المضيئة إنما تضيء كي ترى فيها لمحة من جمالك وهذه الأزهار إنما تنضر كي تعرف فيها طرفة من حسنك وهذا النسيم إنما يرق كي ترى فيه شيئاً من رقتك وهذه الطبيعة إنما خلقت كي تكون مرآتك.

إني أحبك في كل دقيقة من حياتي وفي كل نبضة من نبضات قلبي وفي كل نظرة من نظراتي وفي كل كلمة من كلماتي وفي كل حركة من حركاتي، أنا تمثال حبك تقرأ فيه آية الحب والولاء والشقاء واللذة والألم.

أنت كالزهر جميل وأخشى أن تقتلك لفحة من لفحا حبي فإن حبي مثل ريح السوء التي