للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حضارة العرب في الأندلس]

(الرسالة الثانية)

من المرية إلى قرطبة

تابع

ومن شعر الغزال الهين اللين الذي يرتفع له حجاب السمع، ويوطأ له مهاد الطبع كما يقولون قوله.

قالت أحبك قلت كاذبة ... غر بذا من ليس ينتقد

هذا كلام لست أقبله ... الشيخ ليس يحبه أحد

سيان قولك ذا وقولك أن ... الريح نعقدها فتنعقد

أوأن تقولي النار باردة ... أوأن تقولي الماء يتقد

وقوله:

لا ومن أعمل المطايا إليه ... كلُّ من يرتجى إليه نصيبا

وما أرى ها هنا من الناس إلا ... ثعلبا يطلب الدجاجة وذيبا

أوشبيها بالقط ألقى بعين ... يه إلى فارة يريد الوثوبا

وحدثنا أبوبكر بن القوطية قال كان عباس بن ناصح الثقفي قاضي الجزيرة الخضراء يفد على قرطبة ويأخذ عنه أدباؤها فمرت بهم يوما قصيدته التي أولها.

لعمرك ما البلوى بعار ولا العدم ... إذا المرء لم يعدم تقي الله والكرم

حتى مر بهم قوله:

تجاف عن الدنيا فما لمعجز ... ولا عاجز إلا الذي خط بالقلم

وكان الغزال إذ ذاك في الحلقة وكان حدثا نظاما متأدبا متوقد القريحة فقال: أيها الشيخ وما الذي يصنع مفعل مع فاعل فقال كيف تقول فقال كنت أقول فليس لعاجز ولا حازم فقال له عباس والله يا بني لقد طلبها عمك فما وجدها.

(تمت هذه الرسالة الثانية)

الرسالة الثالثة

مقامي في قرطبة