للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الثورة الهندية]

- ١ -

تمهيد

لعل ما يستثير الدهشة أن المستر أرثر جريفث مؤسس الشين فين اتخذ في أول الأمر من برنامج المقاطعة الذي ابتكره غاندي مثالا يحتذى، ذلك لأن القوم عندنا قريب عهدهم بالنظر في التمرد الهندي على أن الواقع أن هذه الحركة بعيدة الأمد فقد انعقد في سنة ١٩٠٦ مؤتمر هندي عام قرر الموافقة على برنامج المقاطعة الذي كان أقره مؤتمر تقدمه.

وبودنا أن يفطن القارئ إلى أن فكرة المقاطعة سلبية إيجابية معا فهي سلبية من ناحية علاقة الهند بإنجلترا وإيجابية من ناحية المصلحة الهندية البحتة ومعنى ذلك أن المقاطعة ليست سياسية فحسب بل هي محاولة جدية قصد إعادة تشييد أمة وببارة أوضح هي سياسة بناء في صميمها ولبها أكثر مما هي سياسة انفصال.

يقول أرثر جريفث:

أن أساس سياسة الشين فين هي اعتماد الوطن على نفسه. وليس هناك قانون أو سلسلة من القوانين في مقدورها تكوين أمة من شعب لا يثق بنفسه.

ويقول غاندي:

إن حركتنا قوامها الاعتماد على النفس، ولا بد لنا من أن نكشف كل يوم عن مواطن الضعف من أنفسنا لنصلح منها الفاسد السقيم، هذا إلى أن احتمال الأمة العذاب هو مقياس يعرف به درجة تقدمها في سبيل الحرية:

إني أقول مع الكاردينال فيومن: لست أحاول استطلاع حالات مجهولة لم نوجد بعد فيها إن الخطوة التي خطوتها في جعل الاستقلال دينا كافيا لنيله إن من الفرائض على كل رجل يؤمن بالله ويخشاه أن يقوم بواجبه. نحن لا ننتظر نتيجة عاجلة، فمن آمن بالله ووبأنه يريد الخير لعباده أيقن بحسن العاقبة وتلك هي فكرة جيتا في العمل لذات العمل تاركا الأمر لله يدبر المستقبل وهو على كل شيء قدير يتبع المؤمن الحق ولو لاقى في سبيله الموت، ويفضل الاستشهاد على العيش في ظل الشيطان ويشيح بوجهه عن الحكومة ويطوي عنها كشحه فهي من أعمال الشيطان. ومن أوجب الواجبات الانفصال عنها وعدم التعويل عليها.