للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتاب القرن العشرين]

أو

كتاب مصر والمصريين

كتاب تربية الإرادة

كان يشكو ضعف الإرادة، وكما ألب على أن هذا المرض الذائع الخبيث هو علة العلل والكل في الكل وإليه يحور كل خلق مرذول فينا، وقضيتنا تصدي العلماء للبحث في هذا الموضوع، ونقبوا وأمعنوا في البحث ووضعوا المقالات والرسائل والأسفار فما قاربوا وقد جهدوا، ثم جاء المتأخرون وزادوا عليهم وأبروا مستظهرين يعلم النفس، وغيره من العلوم التي لم يكد يعرفها المتقدمون وحلموا حول الحمى، وأوشكوا أن يصيبوا الغرض وما زالوا حتى قام أخيراً العالم البسيكولوجي جول بابو رئيس كلية شامبيري بفرنسا ووضع كتاباً سماه تربية الإرادة وما كاد هذا الكتاب يفلت من المطبعة حتى طار في الآفاق كل مطار ونقل إلى أكثر اللغات الأوروبية كالألمانية والروسية والبولونية والسويدية والإسبانيولية وكثير من اللغات الأخرى وقابلته صحف الغرب بما يستأهله من الإحتفاء والترحاب وكتبت عليه الفصول الصافية وأثنت على واضعه الثناء اللائق بمثله وتهافت عليه القراء تهافتاً شديداً حتى أعيد طبعه في غضون ثلاثة عشر عاماً سبعاً وعشرين مرة وقد أبت الأقدار لا أن لا تحوم لغتنا العربية من هذا الكتاب القيم الذي نحن أحوج الناس إليه ونحن أولى به وهو أولى بنا فقد فطن إلى هذا الكتاب وضرورة نقله إلى العربية أربعة من أفاضل المصريين أحدهم وقف عن تمام العربية بعد أن علم شروع الآخرين والثاني لخصه تلخيصاً أما الثالث والرابع فقد عالجا ترجمته كله وقد أهدياه إلينا قصد أن نقوم بنشره بين قراء العربية بيد أن أحدهما لم يتمه والثاني أهداه إلينا مترجماً كله.

تصفحنا هذا الكتاب وأخذنا في قراءته فلم نكد نقرأ منه بضع صفحات حتى اضطرينا إلى قراءته كله فقلنا هذا هو الكتاب هذا هو كتاب القرن العشرين هذا خير ما يهدى إلى المصريين ولاسيما شباب اليوم ورجال المستقبل ولاسيما (طلبة المدارس العالية وسائر المشتغلين بأشغال عقلية) كما قال الأستاذ بايوه نفسه. والكتاب إذا نظر فيه الناظر منا خيل إليه أن واضعه إنما وضعه لشبابنا اللذين نال منهم ضعف الإرادة وملك عليهم أمرهم