للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[متفرقات]

دائرة المعارف الصينية

كل شيء في الصين غريب، حتى دائرة المعارف، فإن في القسم الصيني من المتحف البريطاني كتاباً واحداً يشتمل على خمسة آلاف مجلد وثمانية وعشرين مجلداً، وهذا الكتاب الصيني العجيب الذي خرج من المطابع الصينية ابتاعته الحكومة الإنكليزية منذ أعوام بنحو من ألف وخمسمائة جنيه، ولا يوجد منه الآن إلا نسخ معدودات، والكتب دائرة معارف أدبية تحتوي آداب الصين منذ ثمانية وعشرين قرناً وابتدأت من عهد الإمبراطور كنغ هي الذي كان على عرش الصين من عام ١٦٦٢ إلى عام ١٧٢٢ وكان مولعاً بالأدب مفتوناً بالعلم، فرأى فيما رأى في أبحاثه ودراسته الأدب الصيني القديم أن شيئاً كثيراً من التحريف والفساد وقع في النسخ الحديثة الطبع، ففكر في أن يعيد طبع الأصل ويحفظ في مجلد واحد، فجمع كنغ هي طائفة من العلماء ليختاروا ويفحصوا القطع التي يراد إعادة طبعها واستعان بالمرسلين الجزويت على سبك حروف من النحاس لجمع هذه الكتب، فلبثت الجماعة في سبيل إخراج هذه الدائرة فأوصى خلفه بأن يعمل على إتمامه فأنفذ الإمبراطور الجديد وصاة سلفه، والكتاب مقسم إلى ستة أبواب، وكل باب منها يختص بفرع من فروع العلم.

المتسولون المتنعمون

لعل البلد الوحيد الذي فشى فيه المتسولون حتى أصبحوا طائفة يعتد بها في تعداد السكان، هو مملكة هولانده، ويظهر أن للمتوسلين في هذه المملكة تاريخاً وماضياً، لأن الحكومة اضطرت منذ عشرين سنة إلى وضع قوانين صارمة في معاملتهم وقد أفردت لهم مستعمرات لنفيهم إليها وتشغيلهم في زرع أرضها وحرثها، وهذه المستعمرات مجدبة، قاحلة، تطلب جهداً وتستلزم الدأب والعناء الشديد، ولكن وباء التسول قد أصبح الآن أشد خطراً وأكثر تفشياً منه منذ عشرين عاماً، فإن الحرب قد ساقت ألوفاً من التجار الألمان إلى المملكة الهولندية وجمعاً كبيراً من الزوار والهاربين واللاجئين، جاؤوا يهربون بأنفسهم من مآثم الحرب في مملكهم ومجازر القتال في ديارهم، فعلمت الأطفال صناعة الحاويوبيع أوراق اللعب الكوتشينا والرقص والغناء فاكتسب المتسولون من ذلك مئات من الجنيهات،