للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[عالم الحرب]

الجنرال جوفر

قائد جيوش الحلفاء في الميدان الغربي للحرب

لئن كان هذا الاسم يغدو كل يوم مع أنباء الحرب وصحفها، ويروح مع بلاغاتها ومنشوراتها، فإن القراء بعد لا يعرفون إلا قليلاً عن قوة هذه الشخصية الكبيرة المدهشة التي يتعلق عليها مستقبل الحلفاء في الساحة الغربية، وبها تتشبث النتيجة الرهيبة لهذه الحرب الفاجعة.

ولد هذا القائد العظيم في اليوم الثاني عشر من شهر يناير عام ١٨٥٢، فهو اليوم قد جاز حدود الكهولة، متاخماً أسوار الشيخوخة، في الرابع والستين من العمر، ولعل والدته كانت ملهمة متنبئة، يوم الحت على زوجها - وكان دناناً فقيراً في قرية ريفيزالت من أعمال فرنسا - أن تضيف على اسم المولود الجديد كلمة قيصر وأبت إلا أن ينادي باسم جوزف جاك قيصر جوفر.

على أنه وإن كان المعجبون بالقائد المتحمسون له لا ينعتونه بما ينعتون به يوليوس قيصر سميه، من تلك الصفات العظيمة السبرمانية المدهشة، صفة مؤسس الدول، وفاتح الأقطار، وسيد السياسيين، ورأس القواد، فإن المنصفين لا يستطيعون ولا ريب أن ينكروا أن بين القائدين وجوهاً من الشبه عدة، يؤول إليها نجحهما في الحياة، وتحور إليها عظمتهما وبعد ذكرهما، فإن لجوفر ما كان ليوليوس قيصر من هدوء الأعصاب ورباطة الجأش، ورصانة الحزم، وبرودة الحلم، ولد مثله عبقرياً حربياً، منشئاً للجيوش، مهذباً للقوى، مثيراً للأرواح، معبوداً من الجند، ولقد كان المتشائمون يهمسون منذ ثلاث سنين، يوم رفع إلى منصب القيادة العامة للجيش الفرنسي (إن المهمة صعبة شموس. . . إن جوفر ليس من أهلها. .) ولكن وزارة الحربية كانت تثق بالرجل وتعرف قوته وكفايته، فلم تصخ لطيرتهم هنيهة واحدة، بل كان من الجنرال بو، هذا القائد المعبود الأكتع، إن قام في الاجتماع المعقود يومذاك لانتخاب القائد العام فأشار إلى الجنرال جوفر وهو يقول (هذا هو الرجل الوحيد الخليق بالمنصب!)

ومنذ ذلك اليوم وهو يدأب على العمل والتأهب ليوم الحرب العصيب، فأصلح من شأن