نافع، بل لقد كنا في حياتنا الأدبية أعرف الناس بنفوس الأغنياء وقوة برودة العواطف فيهم، نعم نحن الضحية الكبرى في هذا العصر الأشل، نعرف عن أصحاب الأموال ما لا يعرفه الجمهور، لطالما عرفنا فيهم فقر الإحساس وجمود الذهن وبلادة النفس وانحطاط الضمير والبلية الكبرى على الآداب وسائر ما يتعلق بها ويكون منها الخير لصالح المجموع.
وما كان التشنج الاجتماعي والفساد والفقر والجمود التي تشوه وجه الحضارة وتعوقها وتقتل فضائلها إلا نتيجة، الارتباك الذي يوقعه الأغنياء في صفوف المجتمع بفضل أموالهم - فإذا ظفرنا برجل كبير فاضل نبيل الروح يأبى من جميع جهاته إلا شرفاً وكرماً وهمة ومروءة وإحساساً خفاقاً مثل ميشيل لطف الله بك فإنما نظفر بالحجة الدائمة على الطائفة المثرية الدائمة التخريب الجامدة الأثر، التي تتمتع بمناعم الحضارة كلها وتأبى أن تعمل لها شيئاً.
فإن قلنا رحم الله ذاك الأديب فإنا نصرخ اليوم بكل قوى العواطف المخلصة الشاكرة - ليحي الرجل العظيم، نصير الآداب المتمرد على المتمولين المشرق الصحيفة بين طائفة كل تاريخها أسود مظلم خبيث. . .