[شهداؤنا الاثنا عشر]
ألا في سبيل الله ذاك الدم الغالي ... وللمجد ما أبقى من المثل العالي
وبعض المنايا همة من ورئها ... حياة لأقوام ودنيا لأجيال
أعيني جودا بالدمع على دم ... كريم المصفى من شباب وآمال
تتاهت به الأحداث من غربة النوى ... إلى حادث من غربة الدهر قتال
جرى ارجوانياً كميتاً مشعشعاً ... بأبيض من غسل الملائك سلسال
ولاذ بقضبان الحديد شهيده ... فعادت رفيقاً من عيون واظلال
سلام عليه في الحياة وهامدا ... وفي العصر الخالي وفي العالم التالي
خليلى قوماً في ربى الغرب واسقيا ... رياحين هام في التراب وأوصال
من الناعمات الراويات من الصبا ... ذوت بين حل في البلاد وترحال
نعاها لنا الناعي فمال على أب ... هلوع وأم (بالكنانة) مثقال
طوى الغرب نحو الشرق يعدو سليكه ... بمضطرب في البر والبحر مرقال
يسر إلى النفس الأسى غير هامس ... ويلقى على القلب الشجا غير قوال
سرى فنعاهم للديار أهلة ... فمن هالة عطل ومن منزل خال
سماء الحمي بالشاطئين وأرضه ... مناحة أقمار ومأنم أشبال
وأدهام تدرى الريح أن قد أعادها ... بسافاً ولكن بحديد وأثقال
يريك جياد السبق في الحضر كلما ... رمى بذراعيه وبالمرجل الغالي
يقل من الفتيان أشبال غابة ... غداة على الأخطار ركاب أهوال
ثنته العوادي دون (اودين) فانثنى ... بآخر من دهم المقادير ذيال
قد اعتنقا تحت الدخان كما التقى ... كميان في داج من النقع منجال
فسبحان من يرمي الحديد وبأسه ... على ناعم غض من الزهر منجال
ومن يأخذ لسارين بالفجر ... طالعاً=طلوع المنايا من ثنيات آجال
ومن يجعل السفار للناس همة ... إلى سفر ينوونه غير قفال
فيا ناقليهم لو تركتم رفاتهم ... أقام يتيماً في وصاية لآل
وبين غريباً لدي وكافور مضجع ... لنزاع أمصار على الحق نزال
فهل عطفتم رنة الأهل والحمى ... وضجة أتراب عليهم وأمثال