للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيف يداوى الضجر والقلق]

مقال مفعم بالنصائح العملية

من آراء العلماء الفنيين الذين درسوا هذا الموضوع درساً خاصاً

الضجر آفة باطلة وداء كاذب لا ثمرة فيه ولا طائل تحته. وكأني بك تعرف ذلك ولكن الداء الخبيث قد تمكن منك بطريقة ما ويخيل إليك أن غير مفلت من قبضته أو خارج من أزمته.

رويدك لا تقنط! واستعن بنصيحة من وقف قسطاً من وقته ومجهوده على دراسة ذلك الأمر وفحصه. فاقرأ ما كتبوا عن ذلك. وحاول العمل بنصائحهم وثق بأنك ستستفيد صحة في الذهن والبدن، وخلاصاً وبراءة من داء القلق والضجر.

واعلم بادئ الأمر أن التعب هو السبب الخفي الأعظم المؤدي إلى معظم ما ينطوي عليه هذا العالم من قلق وضجر - أجل هو التعب - تعب الذهن أو تعب الجسم أو كليهما - ولا أقصد به ذلك التعب المؤقت الذي لا تلبث ساعة من الراحة أن تزيله ولكني أقصد ذلك التعب الذي لا يزال يتزايد علينا ويتراكم حتى يصير عبأ فادحاً وداء قاداً. وآفة تبتلي جميع وظائف الذهن والبدن.

خذ مثلاً على ذلك الحقيقة الآتية المثبوتة - وهي أنك إذا أدمنت تحريك أصبعك حتى تكل عضلاتك فإن هذه الإصبع تصبح محتاجة إلى استراحة ساعتين لتستعيد من خلالهما قوتها وتجدد نشاطها حتى يصير في إمكانها إعادة عين المقدار السالف من العمل بالضبط، فإذا أنت لم تعط إصبعك من فترة الراحة إلا ساحة فقط فلا تحسبن أنها تصبح قادرة على أداء نصف عملها الأول كما يدلك حسابك واستنتاجك - بل تأكد أن ما تستطيع أن تؤديه إصبعك من العمل بعد ذلك هو ربع المقدار الأول فقط أو بعبارة أخرى - إذا أنت لم تعط نفسك من الراحة إلا نصف حقها فإنها لا تعطيك من العمل إلا ربع ما كنت آخذاً منها لو أنك أعطيتها وافر قسطها من الراحة.

إن التعب البدني يؤثر في إيراد الدم المخصص للدماغ من حيث مقداره ومادته فلذا كان من الحمق والخرق محاولتنا تشغيل الدماغ عندما تكون أجسادنا متعبة منهوكة وأحمق من ذلك محاولتنا إزالة تعب الدماغ وتجديد نشاطه بالإفراط في الرياضة البدنية وممارسة التمرينات