كان من أثر مسعى أولئك البحاثين الذين بسطنا لك تاريخهم في العددين الماضيين أمثال الوسطاء هوم وستانتون وموسى وغيرهم، ومن جراء تأثير المجلات والعدد العديد من الكتب والأسفار التي خرجت في هذا العلم والأبحاث التي تسوقها الصحف، والشواهد التي تزجيها الجرائد السيارة، أن أصبح موضوع الإسبراتيواليزم مشغلة المشاغل في بلاد البريطان، حتى أن كثيرين من سادة العلم وأبطال الأدب والفكر والفنون الرفيعة راحوا يهتمون به ويعقدون عليه الأهمية الكبرى، وحتى قال العلامة سير جوبك من أكبر أساتذة علم العلم الحديث أن من أكبر الفضيحة للعلم الحديث وأغرب المناقضة له أن يجتمع هذا الفريق العظيم من الثقات وأساطين المفكرين والعلماء على الاعتراف بهذه الظاهرة الروحانية ثم تظل هذه الفكرة باقية لم يعترف بها من الجميع أو لم تدحض دحضاً تاماً لا قائمة له بعدها، ولهذا تبين للقوم أن الحاجة ماسة إلى إنشاء جمعية علمية للبحث في هذا الموضوع وتقصيه وفحص بيناته وشواهده، ومن هنا انتدى جمع من العلماء والأبطال عام ١٨٨٢ بالذكر منهم السير وليام بارت والعلامة سرجوبك ومستر أدموند جرف وجمعا من الوسطاء الروحانيين فأسسوا جمعية الأبحاث النفسانية، وبدأت تلك الجماعة تضع نصب أعينها البحث في التنويم المغناطيسي ونقل الفكر والظاهرة الطبيعية للإسبراتيواليزم ومحاضرة الأرواح، وقد دونوا نتائج أبحاثهم في خمسة وعشرين مجلداً وخمسة عشر سيفراً من صحيفتهم التي يصدرونها وقد تعاقب على رئاسة تلك الجمعية كثيرون من الأساطين في العلم من أمثال مستر بلفور وهنري برجسون وهو النجم المتألق اليوم في سماء العلم - والسير ويليام كروكس والأستاذ ويليام جيمس والكاتب الطائر الذكر أندرو لانج وللعامل العلم السير أوليفر لودج.
وهذه الجمعية لا دين لها خاص بها ولا عقيدة معينة، إذ لكل عضو من أعضائها دينه وعقيدته، وفيهم العقليون الذين يشكون في كل شيء بجانب المؤمنين الذين يؤمنون بكل شيء، على أننا نقول أن السواد الأعظم من أعضائها يؤمنون بصحة (التليباتي) أو انتقال