للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امرأة. فتية كانت أو عجوزاً. حسناء أو شوهاء.

[بمضانك العوز ومسيس الفاقة]

وإن أمة تقام دعائمها على هذه الأصول. وتستيقن نساؤها أنهن مكفيات المؤنة غانيات عن الكدح لأنفسهن والاشتغال بطلب خبزهن. عوازب كن أو متزوجات. ويتولى مجموعها تربية صغارها وحفظهم. ولا يرى الرجل فيها أنه قادر أن يبتاع من النساء بقدر دراهمه لأن الجوع وسيط البيع. نقول هذه أمة يتزوج نساؤها طوع انعطافهن الصميم. وندر أن تنظر فيها العين بكرا بلغت أرذل العمر أو شيخاً ما زال أعزب في الصغر أو الكبر. وإن كان:

في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا

وفي مثل هذه الأمة لا يعود يرتكب قبائح الفسوق إلا صنف من الناس ممسوخ الطبائع لا يطيق الحياة إلا في جو النقص والرذيلة، ولا يترقب من سلائقهم الطائشة نفع كثير وقليل لأمتهم أو نوعهم.

ومتى بطل النظر إلى المصالح المادية في أمر الزواج. وصارت المرأة مختارة في ميلها. غير مضطرة إلى بيع نفسها. وأصبح الرجال يتنافسون لإحرازودها بذواتهم لا بأموالهم ووظائفهم. فهنالك يصبح الزواج حقيقة نافعة ولا يعود أكذوبة كما نشاهد في عصرنا هذا. وهنالك ترفرف روح الطبيعة السامية على الزوجين. فتبارك كل قبلة من قبلاتها. فيوضع الولد محوطاً بهالة من حب أبويه. وتكون هدية يوم ميلاده تلك العافية التي يورثها ذريتهما زوجان كلاهما مستجمع من صفات جنسه ما يحبب فيه قرينه

عباس محمود العقاد

من الأجوبة الحاضرة

قال عبد الملك بن مروان لنُصَيب الشاعر (وكان أسود) هل لك في الشراب فقال نصيب الشعر مفلفل واللون مرَمَّد وإنما قرّبني إليك عقلي فهبه لي. ودخل عمارة بن حمزة على المنصور فجلس مجلسه الذي كان يجلس فيه فقام رجل فقال مظلوم يا أمير المؤمنين فقال