للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الملايو]

أرسل إلينا هذه الرسالة حضرة الأديب الفاضل حسين أفندي عابدين المقيم بسنغافورة اليوم

يسكن الملايو شبه جزيرة ملقا وأرخبيل ماليزيا (جزر الهند الشرقية) الذي سمي كذلك نسبة إليهم، وقد اختلف المؤرخون في أصل هذه الأمة، فقال البعض أنهم من آسيا ثم تفرقوا في الجزر وينسبون اليابانيين إليهم، وقال آخرون أنهم من جزيرة سومطرة، وقال غيرهم أنهم من جزر المحيط الهادي نقلتهم الرياح الشرقية نحو آسيا ولا يزال يوجد قوم من نسلهم بجزيرة مدغشقر.

وبتوالي الغزوات على بلادهم قد اختلطوا بالعرب والفرس والهنود والصينيين والافرنج وغيرهم، ولكن لا يزال بسومطرة وملقا وغيرهما العنصر الأصلي خالصاً.

وهم يشبهون المغول في السحنة، قصار القامة، أقوياء البنية، طويلو الأصابع رفيعوها، ثقيلو الأرجل في السير أقوياء عليه، كرويو الرؤوس مع انبطاح من الخلف وغزارة في الشعر، قصيرو الأنوف ولكنها واسعة الفتحات، واسعو الأفمام ولكنها غليظة الشفاه جميلو الأسنان مربعو الوجوه، مرفوعو العيون بانحراف نحو الأصداغ (البعض أفقيوا العيون) ناميو عظام الوجنات بارزوها، يقل الشعر في أجسامهم ولحاهم، لون بشرتهم بين الصفرة والسمرة، ثديّ نسائهم صغيرة، ولسن جميلات القوام كالهنديات والمصريات والتركيات وغيرهن.

من عوائدهم مضع البتل ويسمونه سيرة وهو ورق نبات كاللبلاب (المعروف بمصر) له مفعول صحي قابض، ويضيفون إليه جو زالا رك ويسمونه بينغ والكاس ويسمونه كافور وثمر شجر الكات ويسمونه كمبير والتمباك ويسمونه تمباكو ومن يراهم لأول مرة وهم يمضغونه لا يظن أنهم يأكلون لحماً نيء تسيل منه الدماء فتشمئز منهم نفسه.

وقد كانت أسلحتهم السيف ويسمونه فدغ والخنجر ويسمونه كولوء والسهام المسمومة ويسمونها أنق فانه والسباطانة ويسمونها سمفيتن (وهي أنبوبة طويلة توضع بها قطع صغيرة من الطين الجاف أو غيره وينفخ فيها فتصيب الغرض، وهي تستعمل لصيد الطيور الصغيرة) وغيرها، ولكنهم الآن يستعملون الأسلحة النارية الحديثة.

وملاهيهم هي المراهنة بالورق والنرد والشطرنج ومضاربة الديكة وفحول البقر والجاموس والصيد والمبارزة والرقص، والميسر منتشرين بعضهم رجالاً ونساء.