للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا شئ تحت أديم السماء جديد

[الاختراعات الحديثة وقدم عهدها]

إن المثل القائل لا شيء تحت أديم السماء جديد قد يكون مبتذلاً ولكنه رغماً من ذلك سديد وإننا لنفتخر بعجيب مخترعاتنا الجديدة ونعتز بها غافلين عن الحقيقة القائلة إن جميع هذه الاختراعات ليست إلا تهذيباً وإصلاحاً لأفكار قديمة لها عمر الرواسى والجبال.

وقد عزز هذا الرأي اليوم برهان جديد إن صح أن هذه الحقيقة تريد دليلاً ينهض عليها إذ صرح الأستاذ (بونى) وهو في رحلته إلى رومة ينقب عن آثارها إن في ذلك المكان الذى كان في غابر القرون موضع قصر القياصرة المشيد فوق ربوة (البلاتين) آثاراً تدل على أنه كان فى ذلك القصر ثلاثة مصاعد أعدت لقياصرة الرومان يصعدون فيها من السوق العمومية إلى قنة البلاتين ووجد أن إحدى الحفر التى كان يرفع المصعد منها لا تقل فى غورها عن مائة وعشرين قدماً وإن كانت الأقذار المركومة فيها لم ترفع بعد كلها. .

ومنشأ كل ذلك هو المخيلة. ولعمرى لقد سخر الناس من أول رجل فكر فى الطيران ووسائله في العهود الخالية وخالوه واهماً وعدوه متخرفاً ونحن نرى اليوم قوماً يطيرون حولنا في كل ناحية ومكان.

وذلك واقع فى كل مستحدث مكتشف حتي أن ريشارد بروكتور ذلك المفكر المدقق كان على شيء من الاعتقاد بإمكان اختراع مطارات سهلة السوق والدوران إذ كتب لقد تحقق الطيران في الجو ولكي يطمئن الطائرون على سلامتهم ليست هناك إلا طريقة واحدة أحسبها عسيرة لا تدخل في دائرة الإمكان وهى أن المطارات قد تدار في الهواء كالسفن في الماء اه.

والحق يقال أن ما كان بالأمس مستحيلاً ليصبح اليوم من الممكنات وغداً يكون أمراً مقضياً!

وإن استخدام الكهرباء في زرع الأشجار والنباتات قد يدهش القارئ فيظن أنه أحدث اختراع ذلل للناس في زراعة بساتينهم وأزهارهم ولكن نظرة واحدة إلى الشذرة التي ننقلها من كتاب طبع في أواخر القرن الثامن عشر تدل على أننا مسبوقون في هذا الشأن وسنا نحن السابقين وإن كنا لم نستطع بعد أن نقف على مصدر هذا السفر التليد الذي وقع لنا