للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تأثير الطعام والغذاء]

في إطالة الحياة وتقريب الموت

أبحاث طبيب دانماركي كبير

إن لهذا الموضوع اليوم أهمية خاصة، وحاجة ماسة، إذ ارتفعت أثمان المواد الغذائية، وعزت منها أشياء، وندرت أشياء، وناهيك بغلاء اللحم، حتى أصبحت هذه الأيام عند الفقراء كما سماها أحد الأدباء أياماً لا لحمية وقد كان الدكتور هندهيد - وهو من الأطباء الكبار - منذ نشأت الحرب يدأب على عمل تجارب عدة في معمله للوصول إلى معرفة المقدار اللازم من البروتين لتغذية الجسم وانتظام حركته وعمله، ولا يغيب عن القراء أن كلمة البروتين هي الاصطلاح العام للأغذية النيتروجينية، أو التي تحتوي كثيراً من النيتروجين، ومن بينها اللحم السمين والبيض واللبن وكثير من الخضروات.

وهذا الموضوع يهم كل قارئ شخصياً لأنه يتعلق بحياته، فإن الأمراض الناشئة من فساد مقادير البروتين تؤلف جزءاً عظيماً من إحصائيات الوفيات.

وقد ذهب الدكتور هندهيد إلى أن نحواً من ٢٥ جراماً من البروتين في اليوم مقدار كاف لتغذية البدن، مع أن الإنسان المتوسط الحال يتناول ثلاثة أو أربعة أضعاف هذا المقدار، ويعتقد أن تناول مقادير زائدة عن الحاجة من الأطعمة البروتينية يعمل على تسميم البدن والإضرار به.

وحيث أن الأطعمة البروتينية، كاللحم والبيض - باهظة الثمن فلا يستطيع المتوسطو الحال أن يحصلوا عليها في كل حين ولذلك فلا يصدق أحد إذا قلنا له أنه بشرائه المقدار الكثير منه إنما يبتاع المرض، ويشتري الأذى، ويعمل على تقصير أمد حياته، وليست التجارب التي قام بها العلامة هندهيد نظرية فقط بل كانت عملية تنفيذية، وهي طريقة تحديد مقادير الغذاء لأشخاص يشتغلون بأعمال تتطلب الحركة والنشاط ومعرفة مقادير الفضلات والمواد البرازية التي تتخلف عن الأطعمة حتى لقد خرج من بعض هذه التجارب بأن شخصين استطاعا أن يعيشا عاماً كاملاً على البطاطس وزيت الزيتون وقد كان غذاؤهما اليومي منظماً يتراوح بين ٢٠ و ٢٥ غراماً من المادة الزلالية، مع أن العلماء ذهبوا في تجاربهم الأولى منذ زمن إلى أن المقدار اللازم من المادة الزلالية في اليوم هو ٨١ جراماً.