للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رواية تاجر البندقية فينسيا]

تأليف وليم شاكسبير

(المنظر الثاني)

بلدة بلمون: غرفة في قصر بورشيا

تدخل بورشيا ووصيفتها نيريسا

بورشيا - يمين الله نيريسا أن شخصي النحيل الضئيل. قد سئم هذا العالم الجسيم الجليل.

نيريسا - هذا يكون يا سيدتي الحسناء لوكانت أحزانك وأتراحك من الكثرة بقدر مسراتك وأفراحك. على أنه من اكتظ شبعا وامتلأ بطنه أصابه من الجهد والعذاب ما يصيب الطاوي سغبا، الهالك جوعا. والسرف في الترف أوخم عاقبة من القحط في الشظف. وخير الامور الوسط. وما زال الإفراط مجلبة للهرم والمشيب قبل الأوان. كما أن الكفاف والقصد كفيل بفسحة الأعمار في صحة الأبدان. بورشيا - كلام صحيح. في منطق فصيح.

نيريسا - حبذا لو يتبع إذ خبر الكلام متبوعه.

بورشيا - لو سهل العمل على الناس سهولة العلم مما يحسن عمله لأصبحت الديور كنائس وأكواخ الفقر قصورا للعظماء. وما أفضل القسيس الذي يفعل ما يقول ولأهون على والله أن أعلم عشرين نفسا من أكون بعض أولئك العشرين المتبعين نصحي. ونحن ربما وجدنا العقل يسن القوانين لقرع الأنفس وقمع الشهوات ولكن المزاج الحار والطبع الملتهب سرعان ما يخرق سياج القوانين الصادرة عن الروية الهادئة ة الأناة الباردة. والشباب هوذلك الأرنب السريع يزوغ من شرك الحكمة العرجاء ويفلت من أحبولة النصح الضالع الحسر. ولكن هذا التفلسف لا يمهد لي السبيل إلى اختيار زوج لي. فيا ويلي كيف أذكر لفظة (اختيار) وما إلى الاختيار من سبيل. فأنا لا أملك اختيار من أحب ولا رفض من أكره كذلك قضى الله أن تخضع إرادة ابنة في الأحياء لا إرادة أب في الأموات أليس من البلية يا نيريسا أن أغلب على أمري فلا أطيق اختيارا ولا رفضا.

نيريسا - لقد كان أبوك مدة حياته براً تقيا، وما زال الأبرار إذا جاء أجلهم ينزل عليهم الوحي الصادق ولذلك أعتقد أن القرعة التي ابتدعها أبوك في تلك الصناديق الثلاثة: الذهبي والفضي والرصاصي. وقضى بأن من اختار الصندوق الذي عناه هووقصده فإنما