للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[لماذا لا نتزوج]

من الأخطار التي تحدق بالمجتمع الحاضر أحجام الشبان والشواب عن الزواج، فقد قلت نسبته اليوم في البلد الغربية، وفي مصر وغيرها من الأقطار عما كانت عليه منذ عشرين أو ثلاثين عاماً، وقد سئل في سبب ذلك كثيرون من مشهوري الفرنسيين والانجليز، وكثيرات من مشهوراتهم زفيهم فتيان وآنسات وكهول وعجائز. فآثرنا أن نأتي بآراء هؤلاء الأفاضل والفضليات في هذه المسألة الحيوية الخطيرة.

قالت مدام ساره برنارد الممثلة الذائعة الصيت.

أني على يقين من أن سبب قلة النسبة الحاضرة للزواج راجع إلى تغير في العادات والآداب والأطوار عما كانت عليه قديماً، فلما كنت فتاة لم يكن يسمح للآنسات من الحرية والإباحة عشر معشار ما ينعمن به اليوم، ولم نكن نعرف في شبيبتنا الأكل في المطاعم والفنادق بأن لا وسيلة للقاء إلا بالتزوار، وأحسن سبيل للخلاص من عناء الزيارة في المنزل، أن يسرعوا إلى الزواج ولكن تغيرت الحال في هذه الأيام، فإن الفتيات ينعمن في كثير من الوجوه بالحرية التي للرجال، نعم قد يصادف أن يكون الآباء على غيرة شديدة فلا يسمحون لفتياتهم بالخروج إلا مع الوصيفات، ولكن أغلب الوصيفات قد أصبح في هذه الأيام أقبل للخداع عما كن عليه في السنين الماضية. فنشأ من ذلك أن الفتى والفتاة قد أصبح لهما الآن من الحرية أكثر من أمس، فهما يستطيعان أن يلتقيا كل يوم بالطبع، فلا يكاد يمضي عليهما وقت كبير حتى يشعرا بأنه من الغبن أن يتخليا عن شيء من هذه الحرية، ويضحيا تلك العادات الطائشة التي لهما.

وكلما تدبرت هذه المسألة من وجوهها، ورأيت هذه التغيرات الكثيرة التي عدت على العادات التي كنا نأخذ بها منذ خمسة عشر أو عشرين سنة، لا يسعني إلا أن أرى أن نسبة الزواج الآخذة في القلة لم تصر إلى مثل هذه الحال إلا لأن امتزاج الرجال بالنساء اليوم قد أصبح مستهاناً فيه، ومباحاً أكثر من قبل أضعافاً مضاعفة.

وقال المستر أرثر بور شير وهو من الشبان:

إن في رأيي أن سبب قلة الزواج راجع بأجمعه إلى خطأ المرأة، فإن المرأة العصرية هي بلا ريب أقل صبراً ورزانة من جدتها أو جدة جدتها، وهي أبداً تميل إلى عادة من اسوأ العادات وأقبحها وهي الماعبة، وأكبر شيء يعجز عن احتماله كل رجل هو أن تنتقده المرأة