للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كشكول البيان]

السفور في الآستانة

بينما نحن نتجادل اليوم ونتشائم في مسالة الحجاب والسفور. وبينما يشتد فريق الأحرار من كتابنا في نقد الحجاب وتسفيه آراء أنصاره. وبينما يرد فريق المحافظين على الأولين تسفيههم. ويرمونهم بالمروق. ويقرفونهم بفقدان النخوة والرجولة. حتى أصبحت مسألة الحجاب والسفور مسألة كلامية، سبابية، ولا يراد بها الاهتداء إلى الصواب - نقول بينما كل ذلك يجري في هذه البلاد. ويقع في أنهار صحفها: ومجلاتها. إذ بنا نشهد الآستانة. دار الخلافة الإسلامية، قد بدأت تنفذ مبادئ السفور وتعمل على تحقيقها. وإذ بنا نرى أنصاره يتكاثرون في كل يوم ويزدادون. ونسمع أن السيدات التركيات والفتيات شرعن يرفعن الحجاب. ويسفرن للرجال. ويشتغلن بالأعمال العمومية. وقد كان من همة وزراء الدولة الإنشاء المتعلمين. وخلوص نفوسهم من قيود الجمود الشرقي. وسلاسل البقاء على القديم. إن بدأت تركيا تظهر في مظهر تطور اجتماعي جديد. وإصلاح داخلي طريف. فالمصطافون اليوم النازلون بالآستانة يرونها في شكل لم يعهد من قبل. يرون النظافة سائدة في الطرق. ويبصرون خطوط الترام تخترقها. من طرف إلى طرف. ويشيدون المدينة بعد الغروب مضاءة بالمصابيح الكهربائية.

وقد مدوا حديثاً أسلاك التليفون واشتغلت جماعة الفتيات والسيدات التركيات بإدارته. سافرات غير منتقبات. وعاملات التليفون اللاتي انتخبن يعرفن ثلاث لغات ضرورية. التركية والفرنسية واليونانية. وترأسهن سيدة إنكليزية.

وقد رأست منذ أيام السيدة الفضلى زوجة جمال باشا وزير البحرية. معرضاً للشفقة في الآستانة. قامت به بعض السيدات التركيات. ودهون لمشاهدته جمعاً من الأتراك والأوروبيين وهذه هي المرة الأولى التي وقع فيها حادث مثل هذا في تركيا.

وإليك ما كتب المسيو جورج ريمون وهو كاتب صحفي مشهور يراسل مجلة (اللاستراسيون) الفرنسية من الآستانة. وكان بين الذين دعوا لمشاهدة معرض الشفقة.

لقد صادف معرض الشفقة إعجاب الكثيرين من رجال تركيا وارتياحهم. وأصاب سخط الأكثرين ونعرتهم. ولكنه على أية حال خطوة جديدة في سبيبل المستقبل. وقد أصبح في