للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بطل مصر العظيم

[سعد زغلول]

لعل قراءنا لا يزالون على ذكر مما كتبه البيان باستفاضة أوائل سنة ١٩١٤ عن بطلنا العظيم، ورسول هذه الأمة القوي المتين الأمين - سعد زغلول - لمناسبة اختياره وكيلاً عن الأمة في الجمعية التشريعية - وكأنا بما كتبنا إذ ذاك كنا نتنبأ بما سيكون من سعد، ونقرأ بظهر الغيب تلك الآيات التي خبأها القدر مسطورة في صحيفة بطل مصر - وإن كل من عرف سعد قبل اليوم وخالطه كما خالطناه، وكان ثاقب البصر نافذ البصيرة نيرها، لا بد متنبئ نبوءتنا، قاض بأن سيكون لسعد هذا الشأن أو مثل هذا الشأن. وهكذا نبأنا التاريخ بأن عظماء الدنيا وأبطال العالم من أنبياء ومصلحي أديان وفاتحين ومحرري أوطان ومن إليهم قد عرفهم وتنبأ بما سيكون منهم - قبل أن يكون - كثير ممن رآهم.

واليوم - وقد تحققت نبوءتنا وأصبحنا نرى البطولة تغدو وتروح بين ظهرانينا ونري حتماً لزاماً علينا أن ننبه الغافلين إلى هذه البطولة الخالدة وإلى وجوب تقديسها وحبها واحترامها والاغتباط بها والتملي بجمالها وجلالها، إذ يعد جحودها أو عدم تقديرها سبة العصر ووصمة الجيل وعنوان الكفر والإلحاد وفساد القلوب وخبث الأرواح وموت الضمائر - نعيد الكرة ونأخذ في الكلام على البطولة وخصائصها ومزاياها وآثارها الصالحة في العالم، وإنها كلها الآن بحمد الله ماثلة بمصر، في شخص سعد. وإننا نفتتح الكلام في ذلك بكلمات لصاحب هذه المجلة حول بطولة سعد هي بنت الساعة وعفو الخاطر، خرجت من القلب عسى أن تقع في قلب من له قلب، ثم نردفها بمقالين وضعا خصيصاً للبيان في هذا الشأن، أحدهما تام في هذا العدد للكاتب علي أدهم والآخر طوال مسلسل ننشر بعضه على أن ننشر باقيه في الأعداد القادمة - للكاتب محمد السباعي.

(١)

كل خصائص البطولة من الرجولة الحقة القوية المتينة، ولا صراحة التامة الخالصة النقية، والإخلاص الحار العميق والإيمان القوي الراسخ والصدق، واليقين والثقة بالنفس والمضاء والجرأة والإقدام وقوة العارضة ونصوع الحجة، ووضوح المحجة. كل أولئك موفور في بطل مصر العظيم سعد زغلول باشا، فهو بلا شك بطل من أبطال الدنيا وعظماء العالم