للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كشكول البيان]

(تفاريق علمية - وأدبية - وتاريخية - وفلسفية - وأخلاقية - وفكاهية - ونظرات في سير مشهوري العالم - وشذرات في أخبار العالم وأحداثه الحاضرة).

آدم سميث

(شيخ الاقتصاديين)

ولد آدم سميث في الخامس من يونيه سنة ١٧٢٣ بمدينة كركلدي من أعمال اسكوتلندا. ومات أبوه - وكان مديراً للجمارك في هذه المدينة - قبل ولادته ببضعة أشهر فكلفته أمه وحدها وقامت على تربيته.

ولما كان ضعيف البنية وهو في سن الطفولة ازدادت أمه عناية به. ودأبت في السهر على راحته. والقيام بكل ما يحتاج إليه. وما كان سميت ليجحد نعمة أمه عليه بل قابلها بالشكر والحنان والرأفة والطاعة وكل ما يمكن للابن عمله إزاء أمه مدة ستين سنة طويلة.

ويروى أنه خطف في سن الثالثة من عمره إذ كان ذاهباً لزيارة خال له في بلدة استراشنري في صحبة أمه إلا أن الله لم يشأ أن يحرم العالم من شيخ الاقتصاد السياسي وواضعة فسرعاه ما افتقد واقتفى أثر الجانبين فرد إلى أهله.

تلقى سميت دروسه الأولية بمدرسة كركادي وكان يمنعه ضعف صحته من الاشتراك مع إخوانه في ألعابهم يومذاك. وكان محبوباً لديهم مشهوراً بشغفه بالكتب وركونه إلى الهدوء والسكون ومخاطبته نفسه منفرداً وكثرة تفكيره حتى لقد كثر ما كان يذهب فكره عن الجماعة وهو بينهم جالس. ولبث بكركادي حتى سنة ١٧٣٧ ثم ألحق بجامعة جلاسكو ومكث بها ثلاث سنوات وانتقل منها إلى أكسفورد حيث درس على أساتذة جامعتها سبع سنوات متوالية. وكان شديد التعلق بالرياضيات والفلسفة الطبيعية مدة وجوده بجلاسكو إلا أن أمياله تغيرت عن انتقاله لأكسفورد فتحول ميله إلى الأديان والعلوم الأخلاقية والسياسية وكثيراً ما كان يشغل نفسه بالترجمة من اللغة الفرنسية قصد تحسين عبارته وإجادة أسلوبه.

وحدث وهو بأكسفورد ما أظهر أمياله الشخصية فإن رؤساء الجامعة دخلوا حجرته ذات يوم على غير علم منه فوجدوا لسوء حظه على مكتبه رسالة في الطبيعة البشرية لهيوم فحرموه من الكتاب بعد أن أوسعوه تأنيباً على قراءته مثل ذلك الكتاب الذي تكلم فيه