للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[اكتشاف مصري]

حول اكتشاف الدكتور رياض

(هذه أولى رسائل الدكتور أحمد رياض مكتشف (الفتوغرافية المخية) التي وعد أن يشرح بها اكتشافه وينشرها في مجلة البيان - وقد وعدنا كذلك أن سيتحف البيان في كل عدد من أعداده مبحثاً من مباحث العلوم الطبيعية والفلسفية النافعة فنشكر له الشكر كله هذه الهمم الكبار أكثر الله من أمثاله العاملين

١

تاريخ الأثير

شاهد العلماء في جميع مباحثهم عن الكائنات وأصلها أن الطبيعة لا تجيز العدم، وأن كلمة (فراغ) إنما هي كلمة نظرية لا تطابق الواقع.

ولما وجدوا أن بعض التغيرات التي تطرأ على بعض الأجسام من حركة تؤثر في أجسام أخرى على بعد منها من غير وجود الهواء بين الاثنين قالوا أنه لا بد من وجود مادة غير الهواء تتحرك حركة مستمرة بين الأجسام فتحدث التجاذب والتنافر بينهما، وهي السب في التوافق المشاهد أحياناً بين عملي جسمين غير متماسين.

وقد ضرب العلماء لتفسير هذه الحقيقة أمثالاً كثيرة، منها أن سفينتين على سطح البحر لا يمكن تأثير إحداهما على الأخرى إلا بتوسط المادة وما فيها من طاقة. وذلك بأن تتحرك إحداهما فتحدث أمواجاً متسلسلة في الماء يضرب آخرها السفينة الأخرى فتتحرك حركة في اتجاه مماثل. أو بأن تقذف مادة من أحدهما على الأخرى فتحدث فيها تغيراً. ومن غير هذين لا يمكن تأثير أية سفينة في البحر على أخرى فيه بعيدة عنها. وكذلك لا يمكن تأثير أي جسم على آخر بعيد عنه إلا بواسطة مادة تتحرك بين الاثنين فتصل بينهما. فإن لم يكن الهواء هو الواسطة في النقل فلا بد من وجود مادة أخرى تقوم بهذا العمل.

ولما كان التجاذب بين القطبين المتضادين، والتنافر بين القطبين المتجانسين في الكهرباء والمغناطيس واقعين بدون وجود الهواء بين الأجسام، فلا بد من أن هناك مادة كفيلة بهاتين الظاهرتين.

وقد سموا هذه المادة بالأثير نسبة إلى استمرار حركتها، وقالوا أن هذا الأثير موجود بين