للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصالون الفرنسي والصالون الإنجليزي]

للكاتب النقادة الفرنسي الشهير (تين)

أرى في فرنسا في أحد صالونات رجال الظرف والذكاء، أو في مكتبة أحد الفنيين، عشرين رجلا في بهجة وانشراح. وشعارهم طلب المسرة ومن أخلاقهم حب السرور. وإنك لتستطيع أن تحدثهم عم شرور العالم بشرط أن يكون ذلك بطريقة مسلية لذيذة! فإذا ساورك الغضب صعوقا وإذا أردت أن تلقي عليهم درسا تثاءبوا! اضحك - هذه هي القاعدة هنا، ولكن لا تضحك بقسوة وجفوة ظاهرة ولكن بلذة وسرور وروح خفيفة؟ وإن هذا الخلق الفكه النشيط ينبغي أن يظل في حركة، وإن اكتشاف نكتة أو ملحة جديدة لهو من أعظم الحوادث السعيدة! فإذ١اأردت مرضاتهم عليك بتقليدهم وإذا أردت مسرتهم فكن أنت مسرورا طربا.

أما القاعدة الثانية فهي أن تكون متأدبا. وأنك تجلس مع رجال ظرفاء رقيقين مزهوين، ولا ينبغي أن تهينهم بل ينبغي أن تتملقهم. وإياك أ، تجرح عواطفهم بمحاولتك إقناعهم بطريق القوة أو الجدل الجاف، وإظهار الفصاحة والحدة. امنحهم شرف الظن بأنهم يفهمون قولك من أول كلمة وأن ابتسامة معنوية تقوم لديهم مقام قضية منطقية صحيحة، وأن لمحة سريعة من طرف خفي أبلغ من نقد طويل ممل. وأخيرا تذكر (والحديث بيني وبينك) إنه مضى عليهم ألف سنة وهم يحكمون حكما طيبا في السياسة والدين، وبعبارة أخرى يحكمون حكما زاد عن الحد. وإن الرجل الذي تضيق نفسه بأمر لا يود أن يستزيد منه. ولكنهم في أحيان كثيرة بمحض الرغبة في النقد يتعرضون لهذين الموضوعين، وتدفعهم الحماسة والانفعال والاستياء إلى التشنيع بالمجتمع عن طريق الحكومة والتشهير بالأخلاق عن طريق الدين! وإني لا أستطيع أن أوصيك في هذا المجال بإرضائهم. ولكني ألاحظ أمرا بسيطا، وهو أنه إذا أردت مسرته فلا ضرر من مزحة مشاغبة قاسية أو سخرية عارضة!!.

والآن أعبر البحر عشرين ميلا واجد نفسي في صالة كبيرة نظيفة غير مزخرفة مملوءة بالمقاعد الكثيرة ومصابيح الغاز، بناد للمحاضرات أو منزل للعظات! هنا خمسمائة رجل بوجوه واجمة جامدة، وأن أول نظرة تلقيها عليهم لتكفى في معرفة أنهم لم يأتوا إلى هذا