للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[العلم والفلسفة]

غرائب العلم - العلم يدنو رويداً رويداً من الدين - وبعد ذلك - وبعد ذلك سيكونان شيئاً واحداً بعد أن يندمجا بعضهما في بعض ويتجليا في مظهر واحد هو الحقيقة.

هل نستطيع مخابرة الموتى

لا يزال سير أوليفرلودج، العالم الإنكليزي الكبير، يدافع عن مذهبه الروحاني العلمي الجديد بكل قوى حججه وأدلته، ويناضل معارضيه من العلماء بأسلحتهم، أي من ناحية العلم والتدليل العلمي، وقد نشر أخيراً في مجلة استراند المشهورة رسالة جديدة يريد أن يقنع العالم بأن الموتى يستطيعون أن يراسلوا الأحياء ويخابروهم، وأنهم فعلاً لا يزالون يرسلون إليهم الرسائل والمخابرات، وبين فيها الطريقة التي تتبع في ذلك، ولاكتشافات التي يهتدي إليها عن الحياة الأخرى وأحوالها ونظامها، وما يمكن أن يجدي ذلك على الحياة الدنيا وأهلها، ونحن نقتطف منها بعض فقرات صالحة.

قال سير اوليفرلودج، إذا صح أن الموتى لا يعرفون شيئاً فلا يكون من ذلك إلا أن نقول أنهم قد فنوا وإنهم لا يوجدون ومن ثم لا نستطيع أن نخابر العدم، ونراسل ماهو في حكم الفناء ولكن هذه الطريقة في الجدل والبحث ليست منطقية وليست إلا طريقة معكوسة خلفية، والوجه الصحيح المعقول في البحث أن تحاول أولاً أن نثبت بالتجاريب والملاحظات إذا كان التراسل ممكناً، فإذا تقرر ذلك وثبت، خرجنا منه بأن الموتى يعلمون شيئاً وإن لهم وجوداً حقيقياً.

وهنا يثبت في وجوهنا سؤال آخر، وهو كيف يستطاع مخابرة شخص ليس له أداة جثمانية لإخراج صورة الأفكار التي لديه، وليس في وسعنا إلا أن نحيل المتعرضين إلى رد جزئي وصلنا إليه اليوم، وهو اكتشاف علم التليبائي أي انتقال صور الأفكار من ذهن إلى ذهن بدون واسطة الحواس أو الوسائل الخارجية، ولكن هناك من يقولون أنه لابد من وجود ميكانيزم أي جهاز جثماني لنقل هذه الأفكار التي يبعث بها الموتى. ونحن نقول أننا نتمشى معهم ونوافقهم في وجوب وجود هذه الأداة ملكاً للقوة المراسلة (الميت) فإن الموسيقار الذي تحرمه من قيثاره، قد يستطيع أن يتعلم كيف يوقع على قيثار موسيقار أخر، وإذا عزت عليه الآلات، فلا تزال روحه حافلة باللغم، ممتلئة باللحن، ولكنها موسيقى صامتة غير