للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[عالم العلم]

الكلب الكاتب المفكر - السمك المتوحش - إنقاذ اللقطاء في فرنسا - الأكاذيب المقررة في التاريخ - فندق الباستيل - كلاب البحر الفيلية - عقيدة العلامة هيكل.

الكلب الكاتب المفكر

في مدينة مانهايم من أعمال ألمانيا كلب حير الألباب وأذهل الناس واسترعى دهشتهم، وكتبت عنه عدة من المجلات الغربية، وهو لسيدة تدعى مدام ميكل. وقد جاء الدكتور ماكنزي إلى مانهايم خصيصاً لامتحان هذا الكلب.

بدأ الدكتور يسأله عدة أسئلة في الحساب من جمع وطرح وضرب وقسمة فكان يجيب عليها ويؤدي مقدار العدد المطلوب بتحريكات من ظلفه الأيسر، ثم بعد ذلك كتب بعض حروف الهجاء وكان يرمز لكل منها عدداً مخصوصاً، وكان يتهجى الكلمات تهجية صوتية ويستعمل في ردوده عامية لغة المدينة، وكانت تتجلى في أجوبته قوة مفكرة مدهشة يمازجها ضرب من الذكاء المزاجي.

ونحن مقتطفون الكلمة الآتية من مقال الدكتور الممتحن عن الكلب: قال بعثت خادماً ليشتري نسخة من إحدى الصحف وأمرت أن لا يرى النسخة أحد غيري وغير الكلب، فلما جيء بالصحيفة اخترت نهراً من أنهارها قد كتب في رأسه الكلمات الآتية () ثم دفعتها إلى الكلب وسألته أن يرددها فقرأها الكلب على هذه الصورة () فكان هذا ولا ريب مدهشاً مذهلاً معجباً، ذلك لأن الكلب لم يكرر الألفاظ حرفاً حرفاً كما يكون من الفوتوغراف بل إنه كما ترى أرجعها إلى تهجيته الصوتية الشخصية، مما يدل على أنه قد حدث في ترديد هذه الألفاظ شيء من التفكير والتروي والتعقل.

ثم أمرت الكلب بعد ذلك أن يغادر الحجرة ليشرب شيئاً من اللبن فلما اختليت بالسيدة ميكل سألتها عما إذا كانت تظن أن الكلب يستطيع أن يجيب على أسئلة معنوية كأن يطالب مثلاً بتفسير معني () أي الخريف فكان رأي مدام ميكل أنها تعتقد أنه يستطيع ذلك وربما أجاب عن ذلك بما هو في معناه أي ربما يقول مثلاً هو فصل فلما عاد الكلب وألقيت عليه السؤال لم يكن جوابه إلا أن قال () ومعنى هذا الوقت الذي يكون في التفاح!!.

فلما رحل ماكنزي استوحش الكلب غيبته فكتب إليه في صبيحة اليوم التالي لرحيله خطاباً