للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[فكاهات]

التذكرة الصفراء

بقلم أحد كبار روائي الانكليز العصريين

منظر القصة في موسكو هناك عند ملتقى الشارع الكبير بميدان تفرسكايةز هناك حيث تمثال بوشكن قائم وعلى ميمنته الدير الكبير.

تلكم هي البقعة الطيبة، والممرح السهل، يخرج إليه عصافيره، ويختلف إليه مع الظلام أطياره، في حسن ريش، وجمال مظهر، يتراوحن في الشارع، على أنوار الحوانيت، ثم يخترقنه دافعات إلى الشارع الكبير، كأشباح تخرج من الظلمات إلى النور ثم تعود.

ذات ليلة في بكرة الشتاء وإبانه، شتاء عام ١٩١٢، كانت تروح بين هؤلاء فتاة قاصرة في ثوب دافئ بسيط، كأثواب الريفيات. مشت ممدودة الطرف إلى السابلة، منهومة العين بالمارة، كأترابها عصافير الليل، تمشي الهوينا مشيهن، وتسير متباطئة سيرهن، وإن لم يكن الوقت وقت الهوينا، ولا الحين حين بطء.

بكر الشتاء الأشهب في مقدمه. وأقبل في غير مقتبله. حتى لقد كان الهواء في نوفمبر يقذف بالجليد هذا والكواكب تتألق في صحيفة السماء. هذا والنجوم تستطع في أديم القبة الزرقاء.

ولم ينشب أن أقبل في الشارع فتى نشأ، يمشي مسرعاً مهطعاً. حتى إذا جاءها وقع البصر على صفحة وجه الفتاة وعينيها. وهي تخطرأزاء نافذة حانوت.

فاستوقفه مرآها وأقبل عليها يسأل. هل تنظرين واحداً؟

فأجابته في سكون - لا أنظر واحداً معيناً.

فعاد يسألها مبتهجاً طروباً. وهل ترضيني؟

فرنت بنظرها إليه ثم أطرقت راضية.

على أن قبولها غير في الحال هيأته. فوقف لديها لحظة حيران متردداً. ومد إليها يده. كأنما يريد أن يأخذ بذراعها. على أنه قبضها وهو يقول. يحزنني أن أكون مضطراً إلى تناول العشاء الليلة مع قوم من عشيرتي. ولقد تأخرت ولكن يجب أن ألقاك. يجب أن نتعدز فإني لم أر حسناً مثل حسنك. وأنا لا أستطيع أن أقضي الليلة معك. يجب أن أذهب الآن. فلا مناص من موعدي. فهل تقبلين أن نلتقي مساء الغد؟