للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهزت الفتاة رأسها مترددة؟

قال متعجباً: ولمه. أني والله أريدك. فقد وجدت لي فيك فتنة. وأنا أريد أن أعرف كل أمرك فعديني أنك ستذهبين الآن إلى بيتك ثم نلتقي ليلة الغد. فعادت تهز رأسها وتقول. لا أستطيع أن أعدك. قال ولماذا ل تستطيعين. أتقبلين أن أدفع إليك ثمن هذه الليلة.

ثم فك أزرار معطفه وأخرج بعض أوراق مالية. فلما رأته الفتاة ارتدت عنه وتراجعت تقول كلا لا أسألك عليه مالاً.

فأجابها كيف لا تطلبين مالاً. حسبك حماقة وسخفاً. وماذا غير المال أتى بك إلى موقفك. هذه عشرة روبلات فاذهبي إلى منزلك وسألقاك غداً الساعة السابعة ونصف من المساء.

فهزت برأسها. ولكنه أمسك بيدها ودفع بالورقة في راحتهاز ثم قال: أنني ذاهب واثقاً من لقائك هنا غداً ولا أظنك. وأنت بهذه السنز تخدعين.

وانطلق مفلتاً ولم تلتفت إليه الفتاة بل وقفت برهة مترددة. ثم أخرجت كيساً لها ودفعت بالورقة في أثنائه وواصلت مشيتها. فتارة تلحظ السابلة. وتارة تقف بخلاعة مصطنعة وخلابة متكلفة. أزاء نافذة حانوت. في باهر الأضواء وساطع الأنوار. ثم لا تلبث أن تتابع مشيتها.

ومضت برهة وإذا برجل آخر يسألها: ماذا تصنعين؟ فرفعت إلى الرجل بصرها وأجابت: لا شيء.

فاسترسل يسألها وهي يماشيها إلى نور الحانوت. ما اسمك؟

قالت وهي تنظر إليه (ربكة)

فأجابها: أنت والله يهودية؟ قد كان يحق لي أن أتوسم يهوديتك في لونك وعينيك النجلاوين. على أن ليس في مظهرك ما يدل على يهوديتك وهذا الأنف الأقنى وأنت لعمري حديثة عهد بهذه الصناعة. أليس كذلك؟

فتقابل النظران

قالت بلى

فسألها هل تأتين لنتعشى سوياً؟

فأطرقت ملبية. قال: وهل أنت خالية الليلة؟