للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبد البهاء عباس أفندي زعيم البهائيين]

أسلفنا في العددين الثامن والتاسع من السنة الثانية من البيان أن قد أتيح لنا في الخامس عشر من شهر أكتوبر سنة ١٩١٤ زيارة زعيم البهائيين في منزله برمل الإسكندرية كما زاره كثير من أمرائنا وعلمائنا وصحفيينا، وكما يجمل بصاحب مجلة شرقية أن يستطلع طلع زعيم ديني شرقي له من المريدين والأتباع ما يعد بالملايين منثورة في الفرس وأمريكا وأوروبا وغيرها من أنحاء المعمور. وعنى بالكتابة عليه والتنويه به كثير من علماء المسلمين واليهود والمسيحيين - شرقيين وغربيين - وأفردوه بالتواليف والمصنفات وأفسحت له كبار اصحف والمجلات في مصر وأوروبا وأمريكا بين أنهارها. ـ. وأن قد دري بيننا وبينه حديث هام وعدنا بنشره، ومهدنا له بكلمة عن جريدة الكرونكل الإنكليزية.

بيد أنا لم تنشر هذه الكلمة حتى رأينا بعض ذوي الغايات الذين هم في الحقيقة واحد من اثنين - رجل ينفس علينا هذا الأمر مجلة البيان وأعمالها وقد أكل الحقد صدره أن رأى مجلة البيان قد ذاعت وتغلغلت في جهات الأرض، وأقبل عليها جميع الناطقين بالضاد بالإكبار والإعجاب والغبطة والسرور فهو يهتبل الفرص للنيل منا وتسوئ سمعتنا وتهويش ما بيننا وبين قرائنا. - وذاك خلق فاش - وا أسفا علينا - بين المسلمين. بين الرجل وزوجه. وبين الرجل وابنه - وبين أفراد الأسرة الواحدة وبين أهل الضيعة الواحدة. وبين أهل البلد الواحد - وبين أهل المملكة الواحدة. وبين أهل الحرفة، الواحدة حتى لقد وقعنا فيما خافه علينا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم إذ قال عليه السلام ما معناه إني أخاف عليكم داء الأمم قبلكن والحسد والبغضاء فاللهم لطفاً.

ذاك أو رجل جاهل غبي ليس من العلم في قليل ولا كثير. ولا من الفهم والفطنة في فتيل ولا نفير. فليس في مكنته أن يفهم مرامي الكلام ومناحيه وإنما يأبى ذهنه المجدب إلا أن يحرف الكلم عن مواضعه ويفهم الشيء فهماً سلبياً حتى يتساوق مع طبعه البليد:

وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم

وكلا الاثنين قبل كل شيء ماكر لئيم أسود النية، سيئ الطوية. فهو يأبى إلا أن يقيس الناس وأعمالهم بنفسه وأعماله على حد ما يقول أبو الطيب:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم

ومن هنا قام هؤلاء المساكين وظنوا بكلمتنا الظنون ورجموا الغيب وألصقوا بنا كل سواة.