للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتهمونا بكل شنعة. وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل أمعنوا في الهجر والسباب وافتروا على الله الكذب - وما أجرأهم على الكذب والبهتان ولم لا وهو بضاعتهم وهم منه لا من غيره يرتزقون - حتى صورونا للناس في وهمهم. . . كأنا لسنا من الناس، فاللهم حوالنا ولا علينا.

ونحن فلو أرخينا للقلم العنان لأخللنا بما أخذناه على أنفسنا أنا لا نسف إلى هؤلاء المساكين ولا نسقط إلى حضيضهم الأوهد إذ لو فعلنا لكان ذلك مضيعة منا للوقت على قرائنا فضلاً عن أن ذلك لا يرد ولا يجدي - وإنما الذي نقصد إليه بهذه الكلمة هو أن نبين للمنصفين من الناس أنا لسنا أول من ذكر زعيم البهائيين. وأن ما قلنا إنما هو غيض من فيض بالقياس إلى ما قاله غيرنا ومن بينهم أمراؤنا وصحفيونا وكبار العلماء في أوروبا وأمريكا. فإذا كنا بما قلنا قد صبأنا، أو زلت في سبيل العفة قدمنا كما يقول هؤلاء المساكين - فقد صبأ - معاذ الله أن يصبأوا بذلك أو أن يصبأ مسلم من أحقر عباد الله - الأمير الجليل محمد علي باشا والأستاذ الإمام محمد عبده وشيخ الصحافة الإسلامية المصرية المرحوم السيد علي يوسف. والمسلم الغيور محمد أفندي الكلزة صاحب جريدة وادي والنيل المصرية، إذ قالوا ما نحن ذاكرو بعضه الآن.

قال دولة الأمير الجليل محمد علي باشا شقيق سمو الجناب العال الخديوي أمير مصر المفدى في رحلته إلى أميركا الشمالية.

في صباح يوم (الاثنين ٢٢ يوليه) ركبنا عربة وذهبنا لشراء كتب هندسية. . وهند عودتنا إلى الفندق أخبرت أن فضيلة العالم الشرقي الجليل عباس أفندي زعيم البهائيين يريد مقابلتي فضربت له موعداً في الساعة الثالثة بعد ظهر هذا اليوم. إلى أن قال دولته.

حضر بعد ذلك عباس أفندي فقابلته مرحباً به معظماً له ولم تؤثر الشيخوخة في ذكائه المفرط فإنه مكث معي نحو ساعة من الزمن وهو يحدثني في موضوعات شتى مفيدة جداً دلت على سعة إطلاعه وكثرة اختباره. فهو إذا رجل العلم وعظيم من عظماء الشرق.

ثم قال دولته. أما خطاباته الكثيرة المؤثرة فإنها أخذت دوراً عظيماً في أمريكا وقد كانت إذ ذاك حديث الجرائد ينشرونها ويعلقون عليها آراء علمائهم الدينيين. وبالجملة قد توصل باقتداره إلى بلوغ الدرجة التي يحسده عليها الحاسدون. وقد مكثت معه زمناً أحادثه