للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحادثني فيطربني بلذيذ كلامه. ثم انصرفت من عنده وأنا أحفظ له في قلبي المودة والاحترام.

وقال المرحوم اليد علي يوسف في المؤيد عدد ٦١٩٤ الموافق يوم الأحد ١٦ أكتوبر سنة ١٩١٠ تحت هذا العنوان:

الميرزا عباس أفندي

وصل إلى ثغر الإسكندرية حضرة العالم المجتهد ميرزا عباس أفندي كبير البهائية في عكابل مرجعها في العالم أجمع. وقد نزل أولاً في نزل فيكتوريا بالرمل بضعة أيام ثم اتخذ له منزلاً بالقرب من شتس (صفر) وهو شيخ عالم وقور متضلع من العلوم الشرعية ومحيط بتاريخ الإسلام وتقلباته ومذاهبه يبلغ السبعين من العمر أو يزيد على ذلك.

ومع كونه اتخذ عكا مقاماً له فإن له أتباعاً يعدون بالملايين في بلاد الفرس والهند بل وفي أوروبا وأميركا. وأتباعه يحترمونه إلى حد العبادة والتقديس حتى أشاع عنه خصومه ما أشاعوا. ولكن كل من جلس إليه يرى رجلاً عظيم الإطلاع حلو الحديث جذاباً للنفوس والأرواح يميل بكليته إلى مذهب (وحدة الإنسان) وهو مذهب في السياسة يقابل مذهب (وحدة الوجود) في الاعتقاد الديني. تدور تعاليمه وإرشاداته حول محور إزالة فروق التعصب للدين أو للجنس أو للوطن أو لمرفق من مرافق الحياة الدنيوية.

جلسنا إليه مرتين فأذكرنا بحديثه وآرائه سيرة المرحوم السيد جمال الدين الأفغاني في إحاطته بالمواضيع التي يتكلم فيها وفي جاذبيته لنفوس محدثيه إلا أن هذا يتسع حلماً ويلين كتفه لحديث مخاطبيه ويسمع منهم أكثر مما يسمع السيد جمال الدين - ثم نقل المؤيد عن عباس أفندي كلاماً في شأن إقامته في مصر وأنه لا يحب أن يتعرض للسياسة. . . الخ.

وجاء في جريدة وادي النيل في العدد ٨٩٠ الموافق يوم الأربعاء ٢٢ مارس سنة ١٩١١ قال أثناء مقالة افتتح بها هذا العدد تحت عنوان: عباس أفندي بهاء الله.

وقد خلط الكتاب على صفحات الجرائد في الكلام عن هذا الرجل الموقر بين البابية والبهائية في حين لا جامعة بين الأمتين ولا رابطة تربط الدعوتين.

وما البهائية التي نحن في صددها سوى أنموذج الفضيلة. جوهرها وحدة الإنسان وتعاليمها إزالة فروق التعصب للدين أو للجنس أو للوطن أو لمرفق من مرافق الحياة الدنيوية. . .