لوسئل أي قارئ هل تعرف شخصا يدعى الفرد هارمسورث لأجاب بالنفي القاطع، ولكن ما أشد دهشته إذ يعلم أن هارمسورث هذا الذي جهله هواللورد تورثكليف الذي يعرفهحق المعرفة أكبر صحفي في العالم وصاحب التيمس وأكثر من نصف الجرائد والمجلات الإنجليزية التي تتداولها الأيدي. وبالإجمال هونابليون الصحافة وأكثر رجل له نفوذ في العالم. ولعل القراء أشوق ما يكون إلى التساءل كيف تم له هذا وأي رجل هو؟
ولقد أجاب على هذين السؤالين كاتب قدير وصحفي كبير هومستر جاردنر مدير جريدة (الديلي نيوز) الذي اشتهر بوصف مشهوري الرجال والكتابة عنهم ولا شك أن أقواله ستعطى نصيبا أكبر من الثقة والاعتبار بصفته صحفيا يكتب عن زميل له ولا سيما وأنه يروي عن نفسه أنه ربما كان الصحفي الوحيد الذي لم يعرف اللورد تورثكليف ولم يقع تحت نفوذه ولم يكتب له قط بل ولا رآه إلا في رواق مجلس اللوردات. فليس هناك من التعصب أوالمحاباة ما يحمله على التغالي في القول. وسيرى الراء من وصف المستر جاردنر أن الصحافة الإنجليزية الراقية لا تقترف كثيرا في أساليبها وأغراضها عن صحافتنا المصرية! قال:
أن اللورد تورثكليف هومثال (رجل الشوارع) فليست له نفسية محجبة بالأسرار نود الكشف عنها ولا عقلية عميقة المدى نرغب في الوصول إليها. بل هورجل عادي بسيط واضح، لا يفهم شيئا غير النجاح المادي ولا مقياس لديه يقيس به الحياة غير هذا. لقد كان نابليون يسأل عن النجاح لنفسه فقط ولكنه يعجب به لدى الآخرين. وهذا هوالشيء الوحيد الذي يفهمه والذي يقدر به الأشخاص. وإنك لتنال التفاهة في اللحظة التي تنجح فيها.
ذهب مرة إلى جلاسجوليحضر اجتماعا عقده مستر تشامبرلين ليدافع فيه عن خطة الحكومة إزاء الضرائب، فما كاد يرى عظمة الإجتماع وحماسة الجماهير البالغة حتى أيقن أن النجاح هنا وأنه سيبقى وحيدا مع الفشل. فعمد إلى تغير خطته في ليلة واحدة. وقد كانت جرائده من قبل تنعي على هذه الضرائب وتكتب قي ذمها والسخر بها. لقد حدث شيء لا يتوقعه فوثب من فوق السور في الحاللأنه يعتقد كما يعتقد المستر بيجلو (أن العناية الإلهية الرحيمة قد خلقتنا على هذا الشكل الأجوف لنستطيع أن نبتلع مبادئنا). والمبدأ الوحيد الذي يحتفظ به ولا يبتلعه هوالوقوف بجانب الفريق الغالب دائما.