للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زبرجد، وإن أتيتها عرضا رأيت منها أفلاكا ولكنها غير دائرة، ونجوما ولكنها ليست بسائرة، تتعلق تعلق القرط من الذفرى، وتبسط شعاعها بسط الأديم حين يفرى. والشمع قد رفعت على المنار رفع البنود، وعرضت عليها عرض الجنود، ليجتلي طلاقة روائها القريب والبعيد، ويستوي في هدايا ضيائها الشقي والسعيد، وقد قوبل منها مبيض بمحمر، وعورض مخضر بمصفر، تضحك ببكائها وتبكي بضحكها: وتهلك بحياتها وتحيا بهلكها، والطيب تفغم أفواحه، وتتنسم أرواحه، وقتام الألنجوج والند، يسترجع من روح الحياة ما ند، وكلما تصاعد وهومحاصر، أطال من العمر ما كان تقاصر، في صفوف مجامر، ككعوب مقامر، وظهور القباب مؤللة، وبطونها مهللة، كأنها تيجان، رصع فيها ياقوت ومرجان قد قوس محرابها أحكم تقويس، ووشم بمثل ريش الطواويس، حتى كأنه بالمجرة مقرطق، وبقوس قزح ممنطق، وكأن اللازورد حول وشومه، وبين رسومه، نتف من قوادم الحمام، أوكسف من ظلال الغمام، والناس أخياف في دواعيهم، وأوزاعهم في أغراضهم ومراميهم، بين ركع وسجد، وأيقاظ وهجد، ومزدحم على الرقاب يتخطاها، ومقتحم على الظهور يتمطاها، كأنهم برد خلال قطر، أوحروف في عرض سطر، حتى إذا قرعت أسمائهم روعة التسليم، تبادلوا بالتكليم، وتجاذبوا بالأثواب، وتساقوا بالأكواب، وكأنهم حضور طال عليهم غياب. أوسفر أتيح لهم إياب. وصفيك مع إخوان صدق، تنسكب العلوم بينهم انسكاب الودق، في مكان كور العصفور، استغفر الله أوككناس اليعفور، كأن إقليدس قد قسم بيننا مساحته بالموازين، وارتبطنا فيه ارتباط البيادق بالفرازين، حتى صار عقدنا لا يحل، وحدنا لا يفل، بحيث تسمع سور التنزيل كيف تتلى وتتطلع سور التفصيل كيف تجلى، والقومة حوالينا يجهدون في دفع الضرر ويعمدون إلى قرع العمد بالدرر، فإذا سمع بها الصبيان قد طبقت الخافقين وسرت نحوهم سرى القي، توهموا أنها إلى أعظامهم واصلة، وفي أتحافهم حاصلة، ففروا بين الأساطين، كما تفر من النجوم الشياطين كأنما ضربهم أبوجهم بعصاه، أوحصيهم عين بن صاف بحصاه، فأكرم بها من مساع تسوق إلى جنة الخلد. وتهون في السعي إليها الطوارف والتلد، تعظيما لشعائر لله، وتنبيها لكل ساه ولاه، حكمة تشهد لله تعإلى بالربوبية، وطاعة تذل بها كل نفس أبية، فلم أرى أدام الله سبحانه عزك منظرا منها أبهى، ولا مخبر أشهى. . .