للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمير كتسنه في ضيافة لندن]

يقيم الآن في إحدى فنادق لندن أمير إفريقي مسلم من نيجيريا ومعه زوجتاه وأولاده وخدمه، ويقال أنه سيمر بمصر قريبا قاصدا إلى مكة المكرمة. وقد كان لزيارة هذا الأمير وقع غريب في لندن لمحافظته على عادات بلاده واحتجاب زوجتيه في غرف الفندق وسذاجة وصفه وحاشيته وللأشياء التي يرونها. وقد تقاطر ألوف لمشاهدة هذا الأمير وحاشيته وكتبت عنه الجرائد الإنجليزية كثيرا فرأينا أن تقتطف شيئاً من أقوالها ولاسيما لما يتوقع من زيارته لنا ولصلته الإفريقية بنا. (مما يؤثران الأمير وحاشيته يرون لندن شديدة البرد (في يوليه) حتى اضطر بعضهم أن يشتري معاطف صوف. وقد راقهم مناخ منشستر، ولاحظ الأمير أن النهار هناك طويل بهيج. ومما أدهشه شرطة الشوارع في منشستر قال (إن إيقاف حركة شارع بأجمعه بإشارة من يدي شرطي أمر مدهش خارق، ولا شك أن شرطيكم له أربعة عيون) وقد شملهم الخوف جميعا عندما زاروا مخازن كروسلى للسيارات وتكلم أحد أولاد الأمير مع أبيه من غرفة أخرى بواسطة جهاز مخصوص. ولم يفهم بعض رجال الحاشية كيف أن السيارات تمر ببعضها وهي مسرعة في السير دون أن تصطدم!

ولم تشترك زوجتا الأمير معه في نزهاته وزياراته بل احتجبتا في غرف الفندق ولم يكن يراهما أحد سوى الأمير. وقد احتالت محررة في الديلي إكسبريس حتى تمكنت من مقابلتهما فقالت: دخلت فوجدت زوجتي الأمير منكمشتين في ركن بعيد في غرفة واسعة وقد وقفت أمامهما خادمة سمينة ضخمة الجسم قوية العضلات تكاد تحجبهما بجسمها عن الأنظار. وقد ظهر القلق والارتباك على زوجتي الأمير من هذه الزيارة الطارئة غير المألوفة لها. فأخذتا تنكمشان وتقتربان من بعضهما والخادمة ترمقني بعينين سوداوين براقتين. وكانت الأميرة معينة - أصغر الزوجين وأحبهما إلى الأمير - جالسة على أرض الغرفة متشحة بعباءة زرقاء كثيفة وعلى رأسها عمامة مختلفة الألوان. وعند اقترابي منها التصقت أكثر من قبل بزوجة الأمير الثانية ملكة، وكانت تلبس مثل ثيابها وجالسة على مقعد بشكل يدل تماما على أنها لم تتعود الجلوس عليه من قبل!

ولما عرفتهما بنفسي وسب بزيارتي هزت الخادمة أقراطها وحليها وأوسعت لي الطريق إلى رؤية وديعتيها. وكانت معينة في الثانية والعشرين من عمرها ذات وجه أسمر مستدير وعينين سوداوين كبيرتين وهي من أجمل بنات القبيلة. أما ملكة فكانت تبلغ السادسة