للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تفاريق]

هل خطر لك أيها القارئ وأنت تبتاع كتاباً جديداً أن تعرف كم أنفق المؤلف من الوقت في وضع كتابه قبل أن تبرزه المطبعة وتذيعه المكتبة بين الناس.

إن مما لا شك فيه أن كثيراً من الكتب التي نقبل عليها ونحتفل بها عند ظهورها ما كانت لتقابل منا بالإحترام لو عرفنا تاريخها الحقيقي. فإذا قيل لنا أن مؤلفاً صرف كذا من السنين يضع رواية أو كتاباً أو تاريخ رجل عظيم فإن الجانب الأكبر من محصولات المطبعة عمل يدوي سخيف ولا أثر فيه للذهن.

لما قضى الملك إدوارد السابع ملك الإنكليز وأذيع الخبر مشى أحد الوسطاء بين المؤلفين والناشرين إلى عدة التلفون وأخذ يتعاقد مع ناشر على وضع تاريخ للملك الراحل

قال الوسيط - ما قولك إذا قدمت لك هذا التاريخ بعد خمسة عشر يوماً.

قال الناشر - أقبله منك.

وأخذ ناشر آخر يتحادث مع مؤلف على أن يقدم له هذا التاريخ بعد أسبوع. وبعد ساعة كان المؤلف يبدأ تاريخه وفي نهاية الأسبوع كانت الأصول بين يدي الناشر. ولا يزال هذا التاريخ رائجاً في السوق.

ولما نشبت هذه الحرب كانت الكتب التي صدرت في الأسبوع الأول أكثر من القنابل التي أطلقت. قال أحد الكتاب قيل أن يستوثق الناس من أن الحرب أعلنت بين إنكلترا وألمانيا أخذ بيت كبير للطباعة يرسل الرسائل التلغرافية والتلفونية إلى المؤلفين والمترجمين فمن مؤلف طلب كتاباً عن الجيش الألماني على أن يقدمه بعد عشرة أيام وطلب من آخر أن يترجم من الألمانية كتاباً عن الأساليب الحربية الألمانية وآخر ليضع كتاباً عن الجيش الروسي. وآخر ليؤلف كتاباً عن الحياة السرية في بلاط الإمبراطور غليوم.

ولا تزال هذه الكتب رائجة ومعدودة عمدة يرجع إليها!!!

إن اكتشاف الحكومات للمؤامرات التي تدبر ضد وزرائها لا يقع صدفة بل هو نتيجة نظام متين ففي كل دار للبريد غرفة خاصة بالحكومة وفيها تفتض رسائل الذين تشتبه فيهم ثم تصدرها إليهم بدون أن تترك عليها أثراً ينم عن عملها وهذه الغرفة في ألمانيا والنمسا وتركيا سوط نقمة هائلة لكثيرين يغيبون في السجون أو يختفون من الوجود بدون أن يعرف مقرهم ويكون هذا العقاب نتيجة عثور الحكومة على رسالة في هذه الغرفة السرية.