من ذا الذي لا يدهش حينما يسمع أنه أصبح من الممكن استعمال التلغراف اللاسلكي في الطباعة؟! ومن ذا الذي لا يأخذ منه العجب كلما مأخذ وقت ما يصل إليه أنه غدا لجهاز (مركوني) قدرة على تكوين السحب وإنزال المطر؟! وأنه صار من الميسور أن تؤخذ به الصور الفوتوغرافية، وتنقل به الأصوات بل وترسل بواسطة أنغام فرقة موسيقية برمتها من مكان إلى أخر، مهما عظم بعده وترامت مسافته؟!.
حقا إن ذلك لمن أعجب العجب، وقد يخيل لكثير أن هذه أخبار تسرد لمجرد التفكه والتسلية. وإنها أشياء لا يقبلها العقل ولا تقرها الحقيقة. . ولكن الفنيين يؤمنون بها ولا يرون فيها مستحيلا، علما منهم بأنه لا حد لما يحدثه وسيحدثه التلغراف اللاسلكي من المدهشات والعجائب.
أما استخدام التلغراف اللاسلكي في الطباعة فيعزى فضله إلى (المستر ف. ج كريد) الذي اخترع آلة يمكن بواسطتها أن يكتب المرء - بكيفية خاصة طبعا الرسالة التي يود إبراقها. فتلقى عند محطة الاستلام مطبوعة بحروف المعتادة. ذلك إلى السرعة الفائقة في الكتابة فقد استطاعوا الآن أن يتراسلوا بسرعة.
أعجوبة تكون الأمطار
هذه حقيقة، هي أعجوبة من أعاجيب الاختراع ومدهشة من مدهشات الاستنباط والابتكار. . . . كانت فكرة تكون الأمطار الشغل الشاغل لخبير من الخبراء بأسرار اللاسلكية في أستراليا اسمه (المستر بالسيلي) وبعد درس طويل وبحث دقيق وتجارب عديدة أعلن أخيرا أنه تمكن من إنزال المطر في وقت كانت في السماء صافية تمام الصفاء. . . وقد أجرى المستر بالسيلي هذا تجربة استعمل فيها أجهزته الخاصة. وما هي إلا ست ساعات تمضي على ابتداء العمل حتى ترى السحاب أخذ يتكون شيئا فشيئا ثم يتساقط بعد ذلك مطراً.
أما التصوير اللاسلكي. فأول من استنبطه عالم من كيار العلماء الالمان يدعى (بيلين) ولما كانت الألعاب الأولمبية، ذهب فشاهدها ثم أرسل صورها بجهاز له من مدينة إنثورب إلى باريس.
والصور الفوتوغرافية ترسل كذلك بواسطة التلغراف المعتاد. وللمستر (بيلين) جهاز لذلك