للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أخبار السيدة سكينة]

بنت الحسين رضي الله عنهما

كانت السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب سيدة نساء عصرها وكانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقاً وكانت عفيفة سلمة برزة من النساء تجالس الجلة من قريش وكان يجتمع الشعراء في فناء دارها ولها مع الشعراء والمغنين والمجان حكايات ونوادر تدل على أدبها وبصرها بالشعر وظرفها ولطف غريزتها فلا جرم أنا ذاكرون من أخبارها ما لا يخرج عن شريطتنا في هذه الأمالي إن شاء الله.

كان اسم السيدة سكينة آمنة وقيل أمينة وقيل أميمة وسكينة لقب لقبت به وكانت أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي وفيها يقول الحسين رضي الله عنه:

لعمرك أنني لأحب داراً ... تكون بها سكينة والرباب

أحبهما وأبذل جل مالي ... وليس لعاتب عندي عتاب

وكانت السيدة آية في الجمال وكانت تصفف جمتها تصفيفاً لم ير أحسن منه حتى عرف ذلك وكانت تلك الجمة تسمى السكينية وكان عمر بن عبد العزيز إذ وجد رجلاً يصفف جمته السكينية جلده وحلقه - وتزوجت السيدة عدة أزواج وكان أول ما تزوجت عن عبد الله بن الحسين بن علي وهو ابن عمها وأبو عذرتها ثم خلفه عليها مصعب بن الزبير زوجه إياها أخوها علي ابن الحسين ومهرها مصعب ألف ألف درهم ولما حملها أخوها إليه رضخ إليه بأربيعن ألف دينار قالت السيدة دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة في الليلة القراء وولدت من مصعب بنتاً سمتها الرباب فلما قتل مصعب ولى أخوه عروة تركته فزوج الرباب ابنه عثمان فماتت وهي صغيرة فورثها عثمان بن عروة عشرة آلاف دينار.

حدثت سعيدة بنت عبد الله بن سالم قالت لقيت سكينة بين مكة ومنى فقالت قفي يا ابنة عبد الله فوقفت فكشفت عن بنتها من مصعب وإذا هي قد أثقلتها الحلي واللؤلؤ فقالت ما ألبستها إياه إلا لتفضحه.

ثم تزوجت السيدة من عبد الله بن عثمان الخزامي ثم من زيد بن عمرو ابن عثمان ثم من الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان ولم يدخل بها ثم من إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف