للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التربية العقلية]

ملخصة من مبحث ضاف

للكاتب الشهير أرنولد بنت

إذا صح أن للإعلانات أي نفع في الأمة الأمريكية بالغة شأوا بعيدا من القوة البدنية لا نظن العالم قد شهده منذ عهد الإسبارطيين. فإنك لا تفتح صحيفة أو مجلة أمريكية إلا وجدت فيها عددا لا يحصى من الإعلانات المصورة عن (أخصائيين للتربية البدنية) مستعدين أن يجعلوا جميع أعضاء الجسم تشتغل بالدقة التي تشتغل بها سيارة قوتها عشرون حصانا ولا يصيبها ضرر أو عطل! وقد رأيت كتابا لأحد هؤلاء الأخصائيين يشرح فيه كيف للإنسان أن يتمتع بصحة وافية إذا اختص نفسه بربع ساعة في كل يوم يقضيها في لعب تمرينات معينة. والإعلانات التي أشرنا إليها تزيد كل يوم عددا وحجما وتكلف مالا وفيرا ولا ريب إذن في أن أصحابها يجنون منها ربحا وعملا. ولا ريب أيضاً أن عددا كبيرا من الناس يقلقه ما يراه في جسمه من ضعف ويوشك أن يأخذ في أسباب تقويته وتربيته.

وهذه الظاهرة عينها موجودة عندنا نحن الإنجليز ولكن بشكل أبسط. وهي في كل يوم تتقدم وتتقدم معها عضلاتنا. فإنك لا تفاجأ إنجليزيا في غرفة نومه صباحا إلا وجدته مستلقيا على ظهره أو واقفا على رأسه ولاعبا (بالكلبز) كل ذلك في سبيل تمرين عضلاته وتقوية جسمه.

وبعد أليس غريبا أنه لم يدر في خلدي قط أن أخصص ربع ساعة في كل يوم لتمرين القوى العقلية وتقويتها؟

إن العقل العادي أحسن استعداد للتربية من الجسم العادي فما بالنا نأخذ في تمرين عضلاتنا وتقوية أذرعتنا ونتباهى بها. وما خطر لنا قط أن للعقل أيضاً عضلاته وأجهزته الكثيرة وأن هذه الأعضاء الذهنية أقل كفاءة مما يجب أن تكون فبعضها ضعيف هزيل وبعضها بحاجة إلى التغذية وبعضها غير منتظم الشكل الخ. . .

إن رجلا من ذوي الأعمال المريحة إذا قضى يوم عطلة في مشي طويل رجع إلى بيته منهوك القوى غير قادر أن يتناول طعاما، ويصحو في اليوم التالي وهو يعزم عزما خالصا أنه لن يهمل رياضة جسمه إلى مثل هذا الحد ثم يأخذ في احد التمرينات الرياضية. ولكن