للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حول الدين]

نبذة فلسفية جليلة حول الدين من كتاب حديث المائدة

الذي يعنى البيان بنقل أطيبه إلى العربية

حدث شاعر المائدة قال: زرت الأستاذ في داره ذات صباح فألفيته مكباً على أنبوبة من الزجاج محبوكة الطرفين فيها سائل كدر، وقال لي انظر فخبرني كيف ترى هذا السائل.

قلت كدر

قل إن هذا السائل سخن مدة ثلاث ساعات وما زال صافياً حتى منذ أيام قلائل ثم أخذ بعد ذلك يتكدر

ثم أن الأستاذ فض أحد طرفي الأنبوبة فأخذ مقداراً يسيراً من سائل على قضيب زجاجي فوضعه فوق قطعة من الزجاج للفحص الميكروسكوبي ثم نظر في المجهر وصاح هاك دلائل الحياة. انظر

فنظرت فإذا أشياء تشبه هذه العلامات

فأما الأجسام التي هي كالخطوط المستقيمة فقد كانت تذهب وتجيء مسرعة في كل ناحية، وأما المنكسرة فكانت تتلوى كالأراقم، وكانت المستديرة تدور حول محاورها. والكل في حركة ذائمة كأنما لا تبرح تلتمس مالا تجد.

قال الأستاذ إن عناصر هذه الأجسام لمتينة، فلقد غليت ثلاث ساعات فلم تمت، ولكني سأنظر ماذا كانت نتيجة الغلي مدة ست ساعات. ثم عمد إلى بعض أوعيته.

ولعل القارئ قد أدرك ماذا كان يفعل الأستاذ، وإنما يزاول بعض تجارب تلك النظرية الشهيرة تولد الحياة من الجماد.

وعاد بأنبوبة كالأولى ولكنها تعي سائلاً صافياً ثم قال غليت ست ساعات، أترى بها أدنى كدر.

قلت كلا أنها لأصفى من قضيب بلور فقال ما أظن أن بها دليلاً واحداً على الحياة ثم فعل بها كما فعل بسالفتها، فإذا السائل خال من كل شيء ولا يكشف المجهر منه إلا عن قطعة من النور.

قال الأستاذ لقد قتلها غلي ست ساعات. حسن هذا. أفتدري ماذا كان يحدث لو أنا وجدنا