للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب تدبير المنزل]

(إلى الزوج)

ويليم كويت من كتاب إنجلترا المعدودين، وساستها المشهورين، ونقادها الأشداء، كان معاصراً للشعراء بيرلون وكولوريدج وسكوت وشلى، وتوفي قبل تتويج الملكة فيكتوريا بعامين. وكان ذلك عام ١٨٣٥، وقد ولد من أبوين فقيرين. فكان فقر الوالد مدعاة له على الكد والسعي، وسلك نفسه في الجندية عام ١٧٨٠. ثم عاد فخرج من الجندية بعد ثمانية أعوام من دخوله، وأخذ من ذلك الحين يكتب في السياسة فكان من أشد المحافظين في أول الأمر، ثم انقلب من أشد الراديكاليين، وحمل حملة شعواء على مذهب الجمهورية في فرنسا ومذهب الديمقراطية في أميركا، وأنشأ عام ١٨٠٠ صحيفة سياسية يومية، ولكنها لم تلفح فعطلها، على أن لم ينشب أن أصدر صحيفة أسبوعية سياسية استمرت حتى وفاته، وكانت في بادئ أمرها على مبدأ المحافظة، ثم صارت من أشد أعداء الحكومة وخصومها، وحوكم مرتين على شدة تهكمه ومطاعنه على بعض رجال الحكومة الإنجليزية، ثم حوكم مرة أخرى بدفع غرامة، مقدارها ألف جنيه وسجن عامين. وكذلك مضى يفر من انجلترا ثم يعاودها، ويصدر صحيفة ثم يعطلها، حتى رشح للنيابة في البرلمان ولكن سقط في الانتخاب بادئ بدء، ولكنه عاد فظفر به، على أنه لم يظهر في البرلمان مقدرته، ثم ضعفت صحته حتى لقى ربه في الثالثة والسبعين من عمره.

أما أسلوبه فما شئت من بيان ووضوح، وما طلبت من خفة وروح، وكان في النقد والتهكم شديداً جريئاً، وكان المعاصرون من الكتاب لا يجترئون على الحكم في أسلوبه أو التعرض لنقد مقاله، خشية من شدة قلمه وهيبة من حدة كلمه، وكان آخر الدهر ثابتاً على مبدئه، فما أيد رأياً إلا ووقف حياته على تأييده، ولا مدح أمراً إلا ومضى على مديحه، وما هجا خصماً إلا وانطلق آخر الحياة في هجائه، وكان صديقاً للشعب ونصيراً، يطلب للجائعين شبعاً، وللمرأة كساء، وللقواعد ملجأ، ولليتامي عائلاَ، وللمظلومين عدلاً.

ونحن نختار لهذا الكاتب الكبير فصلاً جليل الشأن في موضوعه. نقتطفه من كتابه نصائح للشبان وهو الفصل الخاص بنصيحته إلى الزوج، فعسى أن يتدبر شباننا وشوابنا قوله، وينتصحوا بنصيحته، ويعملوا بقواعده، لأن أغلب ما جاء فيه يكاد يكون موقوفاً على