للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[آداب]

دعا طلحة بن عبيد الله - وكان من أجود قريش - أبا بكر وعمر وعثمان رحمة الله عليهم أجمعين فأبطأ عنه الغلام بشيء أراده فقال طلحة يا غلام فقال الغلام لبيك فقال لا لبيك، فقال أبوبكر ما يسرني أني قلتها وأن لي الدنيا وما فيها وقال عمر ما يسرني أني قلتها وأن لي نصف الدنيا وقال عثمان ما يسرني أني قلتها وأن لي حمر النعم وصمت عليها طلحة فلما خرجوا من عنده باع ضيعة بخمسة عشر ألف درهم فتصدق بثمنها - فتأمل مبلغ أدب القوم ولا جرم فقد أدبهم المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحسن تأديبهم -

ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رجل من القراء متقشف متماوت فخفقه بالدرة وقال له أمتّ علينا ديننا يا هذا، فانظر كيف كان بصرهم بالإسلام وإشفاقهم عليه أن يحرف عن موضعه وأن يدال من عزه ذلاً ومن قوته ضعفاً كما يظن كثير من أهليه اليوم ن ويروى أن رجلاً قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال يا رسول الله إنما أؤخذ من الذنوب بما ظهر وأنا أستسر بخلال أربع الزنا والسرقة وشرب الخمر والكذب فأيهن أحببت نزلت لك سراً فقال رسول الله دع الكذب فلما ولى من عند الرسول هم بالزنا فقال يسألني رسول الله فإن جحدت نقضت ما جعلت له وإن أقررت حددت فلم يزن ثم هم بالسرق ثم هم بشرب الخمر ففكر في مثل ذلك فرجع إلى رسول الله وقال قد تركتهن جمع.