للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مركز المرأة الإجتماعي]

ـ ٦ ـ

النتيجة

مما تقدم يتضح جلياً أن المرأة في جميع أنحاء العالم أحط قدراً وأقل حقوقاً من الرجل غير أنها في الأمم المتمدنة أحسن حالاً وأكثر حرية منها في القبائل المتوحشة. وفي مصر لا تزال العادات القومية آخذة بعنق المرأة مانعة إياها من الرقي والوصول إلى الدرجة التي تليق بوظيفتها الإجتماعية ولا يكفي لتحريرها خروجها سافرة الوجه فإن أمامها عقبات كثيرة خلاف الحجاب. وليس بكافٍ لتذليل هذه العقبات جيل أو اثنان بل لا بد لذلك من أجيال عديدة. فإن المرأة لا تعاني فقط ظلم الرجل واستبداده بها بل تعاني أيضاً جهلها واحتقارها لنفسها واستخفافها بحقوقها.

لا يكفي السجين الذي أقام جل حياته في السجن والأغلال أن تفك قيوده ويخلى سبيله بل يجب مع هذا مساعدته بالتعليم والتهذيب ورفع شأنه في نظره ومحو الأثر الذي علق بنفسه من جراء السجن والإذلال.

فالواجب علينا إزاء المرأة أن نعيد إليها كبرياءها ونبدد غياهب جهلها وننتشلها من الأوهام والخرافات الآخذة بتلابيبها وسواء علينا أخرجت المرأة بعد ذلك سافرة الوجه أو مؤتزرة بالسواد إذا كان هذا بمحض إرادتها وكانت مصونة الجانب رفيعة القدر.

إنا لا نحارب الحجاب لذاته فإنه لا يعنينا كثيراً وإنما نحاربه لأنه عنوان ذل المرأة والعلم الذي يستظل به الرجال وتجتمع حوله اللافتيات على حرية النساء.

لا يقتتل الجنود من أجل علمها لذاته فإنه خرقة يمكن الإستعاضة عنها بأخرى كلما بلى أو فقد. وإنما يذبون عنه لأنه عنوان الأمة ومثال قوتها وعظمتها ففي الدفاع عنه دفاع عن بيضة الأمة وصون لمجدها ومحافظة على حقوقها.

كذلك شأن خصومنا مع الحجاب فإنهم يدافعون عنه لأنه علم على قوتهم ومثال تسلطهم على المرأة وسيادتهم عليها. فإن فقدوه تلاشت قوتهم وذهب بأسهم مع طول الزمن. وما دام باقياً فهم مطمئنون على مجدهم الذي قد دبت في عظامه عوامل الفناء من زمن غير بعيد ولكنها لا محالة ستقضي عليه ولا يبقى لهم منه إلا إطار فارغ لا يحوي شيئاً.