للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حفلة تكريم البيان]

في أواخر شهر مارس الماضي - بعد ظهور العدد الرابع من بيان هذا العام ارتأى جماعة من أهل الفضل الغيورين على العلم والأدب أن يقيموا حفلة تكريمية لهذه المجلة لمناسبة مرور سبعة أعوام عليها، والحرى لذكرى ظهورها في مثل هذه الأيام من سنة ١٩١١ وأخيراً اعتزموا أن يكون برنامج هذه الحفلة كما ترى (١) أن تقوم جوقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي الممثل المصري المشهور بتمثيل رواية جديدة توضع أو تترجم خصيصاً لهذا الغرض وتكون ذات مغزى مفيد (٢) أن يطرب حضرات المحتفلين أحد مشهوري المغنين (٣) أن يخطب في الحفل حضرات أصحاب العزة والفضل ابراهيم بك الهلباوي ومحمد أمين واصف بك وخليل أفندي مطران وحفني بك ناصف والدكتور محمد حسين هيكل والدكتور منصور فهمي والأستاذ سليم أفندي سركيس وحسن بك الشريف والدكتور عبده البرقوقي (٤) أن يطبع عدد ممتاز من مجلة البيان يكون فيه أثر لكل كاتب عصري معروف ويوزع ليلة الحفلة على المحتفلين، ثم شرعوا في إنجاز الفكرة وإبرازها من خدرها فاتفقوا مع جوقة الأستاذ رشدي ووكلوا إلى حضرة الأديب عباس أفندي حافظ ترجمة رواية فرنسية بديعة للغاية آثرها الأستاذ رشدي واستحسنها ورآها موافقة فأخذ الأستاذ عباس في ترجمتها ثم مصرها وأصارها بلباقته المعروفة رواية مصرية آية في الإبداع، بيد أن طوارئ خاصة ألمت بالأستاذ رشدي بعد ذلك حالت دون تمثيل هذه الرواية ولاسيما أنها جاءت بعد البرح البارح الذي عرا جوقته من جراء تمثيل روايات عدة جديدة في هذا العام فكان ذلك سبباً في إرجاء الحفلة وتغيير برنامجها إذ كانت النية أن تكون الحفلة في أواخر شهر إبريل. . . وإذ أن المراسح التي اعتاد الأستاذ رشدي التمثيل فيها كانت في ذلك الوقت مشغولة اضطر القائمون بأمر الحفلة أن يولوا وجوههم شطر جوقة أخرى ومرسح آخر فكان أن اتفقوا مع الأستاذ جورج أبيض على أن يمثل رواية عطيل لأن الوقت لا يتسع لتمثيل رواية جديدة وأن يكون الاحتفال في كازينو الكورسال عصر يوم الجمعة الموافق ١٧ مايو.

في أثناء الاشتغال بأمر الحفلة كتبنا إلى كثير من الكتاب أن يكتب كل منهم في أي موضوع يختاره هو وتجيش به نفسه فوعدوا جميعهم، غير أن أكثرهم طال علينا طوله حتى سبب ذلك تأخر العدد وعدم ظهوره ليلة الاحتفال. . .