للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ملكة الورق]

للروائي الروسي الكبير اسكندر بوشكين

ترجمها للبيان الكاتب محمد السباعي

الفصل الأول

أقيمت حفلة قمار في منزل نارموف أحد ضباط فرسان الحرس، وكان ذلك في قلب الشتاء وقد تصرم الليل الطويل حتى إذا كانت الساعة الخامسة صباحاً جلس القوم على مائدة السحور فأقبل الفائزون على الطعام بشهية حادة، وجعل الخاسرون ينظرون إلى ألوان الخوان بعيون شاخصة ذاهلة، ثم جرت الكؤوس وفاضت المدام. فجرت معها جداول الأنس وفاضت ينابيع الكلام واشترك الكل في الحديث.

قال ربي البيت: كيف حالك يا سورين؟

هي على ما تعهد من الخسارة، إني سيء الحظ ولا محالة، / فإني أجيد اللعب وأكتم عواطفي وأربط جأشي ولا أجعل لشيء ما سبيلاً إلى إثارة خاطري وتهييج بالي وتراني بعد ذلك كله أخسر!.

قال أحد الجلوس وأشار إلى شاب مهندس: ما رأيك في هرمان؟ هذا الذي ما راهن ولا قامر قط ولا أمسك الورق بأصابعه. وتراه مع ذلك يسهر يرقب لعبنا إلى الفجر.

فأجاب هرمان: إني أجد في مراقبة اللاعبين لذة ولكني لا أستطيع تضحية الضروري أملاً في نيل الكمالي.

قال تومسكي: إن هرمان ألماني دأبه الاقتصاد ولكن إذا كان في الدنيا مخلوق لا أفهم حقيقته فذلك هو الكونتيس حنة فيدوروفنا - جدتي.

قال الضيوف: كيف ذلك؟

قال تومسكي: لا أفهم سبب امتناع جدتي عن المقامرة.

قال نارموف: لا عجب في ذلك وقد ناهزت جدتك الثمانين من عمرها.

لو كنت تعرف من أمرها ما أعرف لما قلت ذلك.

كلا لا أدري من أمرها شيئاً ي هذا الصدد فخبرنا.

إذن اسمعوا: إنه منذ ستين عاماً رحلت جدتي إلى باريز حيث أحدثت بفتنة جمالها رجة