للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إلى قرائنا]

نلفت نظر قرائنا الأفاضل إلى شيء طالما لفتناهم إليه بالقول والفعل. ذلك هو أن سنة البيان إنما هي عشرة أعداد لاغير، وإن البيان يستريح في شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام. على هذه السّنة سار البيان منذ نشأته إلى اليوم، غير أنه كان بودنا أن نعوض على قرائنا من هذين العددين كتاباُ قيما يغني غناءهما، ولكن ما حيلتنا وأمر الورق وغير الورق من الغلاء، على ما يعرف القراء. وهذا وقد كان لدينا من الموضوعات التي أعدت لهذه السنة مواد مدخرة موفورة كان من حقها أن تنشر في الأعداد الماضية، لذلك اضطررنا لأن نؤثرها على المواد الأخرى الجديدة بنشرها في هذا العدد، ومن بين هذه الموضوعات الجديدة التي أرجأنا الشروع في نشرها تلك الرسائل التي ألمعت إليها صحفنا اليومية والتي عنونت بهذا العنوان سياحة في الآخرة أو صوت من الموتى وهذه الرسائل الغربية كتبها روح شهيد الوطنية المصرية المرحوم محمد فريد بك وقد استزار أحد كبار الروحانيين الأدباء اللذين عنوا في عصرنا هذا باستحضار الأرواح، وأصابوا في هذا الأمر الخطير أقصى غايات النجاح، هذا الروح الكريم فزاره زورات عدة في ليالي متتابعة، وكتب له هذه الرسائل التي وصف فيها سياحة له في الفردوس قابل فيها كثيراً من عظماء المشرق ورجالاته من أنبياء وعلماء وفلاسفة وأدباء وشعراء ممن ظهروا تحت أديم سمائه قديماًً وحديثاً، وجرى بينه وبينهم أحاديث شتى في موضوعات مختلفة هامة، فنظرة قراءنا الأفاضل إلى الأعداد القادمة.

مزايا الترجمة

الترجمة منبع من المنابع التي تندفق منها الوطنية الصادقة النقية لأنها ضرب شريف من أسمق ضروب التضحية وأسماها، وهي من أشد مسلزمات الأمم ومتطلباتها، ومن قوى حوائجها ومفتقداتها. ولعل الأمة في إبان نهضتها أحوج إلى الترجمة والنقل منها عند ازدهار النهضة ونضوجها، فإن الأمة لا تتحرك ولا تتقدم ما لم تضرب امواجَ حياتها رياح الأفكار القوية، فإنه كلما كان الفكر في امة أبعد مدى وأوسع دائرة كانت آمالها أبعد وطموحاتها أسمى وكان المثل الأعلى في نفوس أفرادها أجل وأفخم واكثر صفاء وتهذيباً فلا نقعد بهم العزيمة عن العمل لبلوغه ولا يأتلون سعياً وراء تحقيقه، والترجمة من أفضل