للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تقويم العالم]

نبي زيلنده

وأورشليم الجديدة

إن أعجب ما في الأرض اليوم أنها لاتزال في عدة أصقاع منها تحتفظ بصورتها القديمة التي خلقها الله فيها. فنحن اليوم أهل القرن العشرين، ولكن لا يزال على وجه هذه الأرض التي تحملنا أمم وشعوب وقبائل لم تبلغ بعد في التقدير التاريخي حدود القرن الأول:

إن هذه الذوائب مقدسة، وإنها لم تقص إلى الأبد، وستبقى متراخية آخر الحياة، ولهذا أعد غلاماً خاصاً به يمشي ورائه دائماً للعناية بضفائره، وهو يقول أنه في ذلك مثل يوحنا المعمدان (يحيى بن ذكريا) إذ كان يعيش في البرية، مسترسل الشعر، مرخى الذوائب، وإنه مثل شمشون الذي كانت قوته في شعر رأسه، ثم عمد إلى تقليد سليمان فأعلن أنه يريد أن يكون له أكثر من زوجة واحدة وجاء بدليل من التوراة وهو الإصحاح الرابع من سفر أشعيا إذ جاء فيه أن سبع نسوة يمسكن رجلاً واحداً، وأنه هو هذا الرجل، وأن هؤلاء النسوة يجئنا إليه دون أن يبحث هو عنهن، وكذلك جاء إليه القوم بهن، ومن كل قبيلة واحدة.

وطلب إليهم كذلك أن يكون له معبد، لأن سليمان كان له معبد.

ويجب أن يكون مكانٌ لحرمه ومقامه، فبنى المعبد والمكان والحرم وأحضرت إليه أموالٌ طائلة لنشر دعوته وتوطيد دعائم ملته.

وله الآن إثنا عشر من أئمته وصحابته، يتخذون حذوه في إرسال شعر رؤوسهم، ولا يشربون مثله التبغ، والذي من أمره أن اعتاد أن لا يخرج يده اليسرى من جيبه. وهو يقول أن قوته في هذه اليد، ومن ثم ينبغي أن يحميها من أعين الناس.

وهو يعيش في أورشليم الجديدة عند سفح جبال روكى في أبهة الإمارة والسطوة والجلال الديني، وقد حاول كثيراً أن يجيء بمعجزات له، فقد حدد منذ سنين يوماً إدعى أن الملك إدوارد السابع سيزور فيه زيلنده وينزل ضيفاً عليه، فلما لم يحضر الملك بالطبع عرف النبي روا كيف يعتذر لأصحابه إذ قال أن إدوارد السابع كان سيحضر بالتأكيد. ولكنه منعه لأنه شهد أن إيمانهم به لم يصر بعد قوياً كما يريد.