وصلت منذ أيام الأنباء تترى من الصين بأن القلاقل مستحكمة والاضطراب سائد على حدود الامبراطورية، والسبب في ذلك ظهور رجل غريب لا يعرف أصله ولا يدرك سره يطالب بلقب الامبراطور في قبائله وفي الأمة الصينية بأسرها، واسم هذا الرجل القديس توشا وقد اعتاد أن يأكل لحوم النمر والذئاب والفهود وقلب الإنسان.
وقد ضرب للناس اليوم الثامن والعشرين من الشهر العربي الخامس من هذا العام موعداً لارتقائه.
وفي يوم تتويجه ذبحت ألف رأس من الماشية وأعدت ثمانمائة دن من الخمر للمأدبة الواجبة لأتباعه، وقد عين له مجلساً من الوزراء، وديواناً للحكم، يوفد الولاة إلى البلاد، والعمال إلى الأقاليم لحكمها.
وقد أصدر مجلس العقوبة منشوراً بالعقوبات المختلفة التي يوقعها على المجرمين والمخالفين لأحكام القوانين، فإذا قبض على إنسان وهو يشرب الأفيون، قطعت شفتاه، والرجل الذي يرجف في المدينة بالإشاعات جزاؤه قطع لسانه، والرجل الذي يسمع وهو يقسم أو يحلف، تنتزع سن من أسنانه، أما اللصوص فتقطع أيديهم.
وقد صدر أخيراً قرار آخر يقضي بجعل هو كنغ حاضرة الامبراطور السماوي الجديد وخلاصة المبادئ التي يريد إنفاذها في الصين تحريم الأفيون وتشجيع القوم على الشغل في المناجم والبحث عن الذهب والمعادن ونشر التعليم الإجباري.
ومن هذا نرى أن الرجل خليط من الشر والخير، وصورة غريبة من الصور الإنسانية الموحشة من ناحية الجميلة من الأخرى.
برلمان من سبعة أشخاص
في صميم المحيط الهادئ، تقوم جزيرة معتزلة وحيدة صغيرة، هي جزيرة بتكيرن وهي في منتصف الطريق بين أستراليا وأمريكا الجنوبية ومساحتها لا تزيد عن ميلين مربعين وسكانها مائة وتسع وستون نفساً، ولهم برلمان مؤلف من سبعة أعضاء ولهم رئيس ونائب رئيس وقاض، يحكمون في أمور المملكة ونظامها وكل شاب يجوز الربيع الثامن عشر