للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ماجدولين الجديدة]

يرى القراء في غلاف هذا العدد الصفحات الأولى من ماجدولين الجديدة وهي الرواية البديعة الرائعة الحوادث والأسلوب المغذي التي سننشرها تباعاً في البيان. وحسبنا أن نقول عن مجدولين الجديدة أنها إحدى بدائع الروائي الطائر الصيت ويلكي. كولنز صاحب رواية ذات الثوب الأبيض ولعل المطلعين على آداب الغرب يعرفون مقدار الجلال الفني الذي يبدو في جميع روايات كولنز وقصصه والروح الفلسفية الفياضة التي تتجلى في كل قطعة من أدبه، وإنه ليس من الروائيين العاديين الذين يقعون على التافه من الموضوعات فلا يزالون يدخلون به في شعاب متعرجة ودروب مترامية، ويزيدون في تعقيد الحوادث ومزجها حتى إذا بلغوا بها النهاية من التعقيد، عادوا يحلون عقدها، ويبسطون شعابها ثم لا يخرج القراء من ذلك إلا بلهو وقتي لا يبقى في الذاكرة منه شيء إذا انتهوا من تلاوة السطر الأخير منها، ولكن دأب كولنز أن لا يقتصر على الاحتفال بحوادث الرواية وإظهار كل قوى الفن الذي أوتيه في سبكها، وإنما يجتهد في أن يبث في روايته كل فكر جديد أو مغزى اجتماعي صالح، أو تحليل نفساني غريب. ولا نذكر أننا وجدنا من بين رواياته رواية خلت من هذه المزية الفريدة.

ومجدولين الجديدة هذه هي الرواية التي أراد بها أن يظهر قسوة المجتمع في معاملة المرأة البغي ومطاردتها واحتقارها وإن عمدت بعد إثمها إلى التوبة والتكفير عن ماضيها، والإحسان إلى الناس كل جهدها، إذ لا يزال ظل الماضي يجري في أثرها أين ذهبت.

وقد استعار لروايته اسم مجدولين من مريم المجدلية التي جاء ذكرها في الإنجيل، وكانت بغياً فجاء بها إلى عيسى يريدون أن يرجموها، فقال لهم السيد المسيح، من كان منكم بلا خطيئة فليأخذ حجراً وليرجمها فكف القوم عنها لواذا منهزمين.

ونحن نطلب إلى القراء أن يصبروا ويتمهلوا لهذه الرواية البديعة. حتى يستطرد الموضوع وتنبسط الحوادث في الأعداد القادمة إذ كان ما نشر منها في الغلاف لا يكاد يجاوز سطوراً معدودات.