للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[أبيات حكيمة]

مختارة من نهج البردة لسيد الشعراء شوقي

يا نفس دنياك تخفي كل مبكية ... وإن بدا لك منها حسن مبتسم

فضي بتقواك فاها كلما ضحكت ... كما يفض أذى الرقشاء بالثرم

مخطوبة منذ كان الناس خاطبة ... من أول الدهر لم ترمل ولم تئم

يفني الزمان ويبقي من إساءتها ... جرح بآدم يبكي منه في الأدم

لا تحفلي بجناها أو جنايتها ... الموت بالزهر مثل الموت بالفحم

كم نائم لا يراها وهي ساهرة ... لولا الأماني والأحلام لم ينم

طوراً تمدك في نعمى وعافية ... وتارة في قرار البؤس والوصيم

إلى أن قال:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

والنفس من خيرها في خير عافية ... والنفس من شرها في مرتع وخم

تطغى إذا مكنت من لذة وهوى ... طغى الجياد إذا عضّت على الشكم

وهاك شيئاً من همزيته في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم

والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا ... فالمجد مما يدّعون براء

والحرب يبعثها القوي تجبراً ... وينوء تحت بلائها الضعفاء

ومنها:

الحق عرض الله - كل أبية ... بين النفوس حمىً له ووقاء

ومنها يضرع إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ويشفع إليه للمسلمين:

أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ... في مثلها يلقى عليك رجاء

أدرى رسول الله أن نفوسهم ... ركبت هواها والقلوب هواء

متفككون فما تضم نفوسهم ... ثقة ولا جمع القلوب صفاء

رقدوا وغرهموا نعيم باطل ... ونعيم قومٍ في القيود بلاء

قسط الشعوب من الحضارة أنعم ... تترى وقسط المسلمين شقاء

أورثتهم غرر البلاد فضيعوا ... فاليوم هم في أرضهم غرباء